دوستويفسكي والقرآن

منصة 2024/04/28
...

 نوزاد حسن

 في عام 1854 أرسل دوستويفسكي إلى أخيه رسالة طويلة يشرح له فيها لحظات نقله إلى سيبيريا، وما عاناه في السجن من صعوبات.  رسالة دوستويفسكي مؤلمة وتشبه فيلم رعب. فالحياة لا تطاق في ذلك الجو السيبيري القارس جداً، بحيث يشعر من يقرأ رسالة دوستويفسكي أنه يتحدث عن برّاد ضخم لتجميد البشر. وفي خضم تلك المعاناة ومواجهة ظروف لا تحتمل يضمن دوستويفسكي رسالته طلباً وجدته أحد أغرب ما يمكن أن يطلبه إنسان من أخيه في ظروف كالتي شرحتها رسالة دوستويفسكي.لنتساءل: ماذا كان طلب دوستويفسكي؟ من المنطقي أن يطلب مزيداً من المال على أقل تقدير، لكنَّ دوستويفسكي وجّه لأخيه هذه الكلمات: {أرسل لي نسخة من القرآن، وكذلك نقد العقل الخالص لكانط}. وإذا كنت قادراً على إرسال شيء بصورة غير رسمية، أرسل لي كتب هيجل، وخصوصاً كتابه تاريخ الفلسفة. مستقبلي كله مرتبط بذلك" (1 دوستويفسكي الرسائل، ت خيري الضامن دار سؤال، ط 2017، جزء أول ص 169).

ستقول أيها القارئ وتتفق معي أنَّ مثل هذا الطلب لا يمكن فهمه. قرآن في سيبيريا. 

ما هذه الصورة الغريبة التي لا يمكن أن تخطر على بال روائي ينتمي لمدرسة الواقعية السحرية. أعجب كيف لم يصل خيال بورخس إلى تكوين هذه الصورة الرائعة المتناقضة الجذابة. 

دعوني أطرح تساؤلاً فنياً هو "أين تكمن نقاط القوة في العمل الفني؟

أظن أنها تكمن في تناقضات ذلك العمل. لنفصل قليلاً. حين يكون النص مجرداً من التناقض، ويخضع لوجهة نظر المؤلف فهذا النص سيكون نصاً سطحياً. خلو النص من التناقض يعني مسح ألوان الجمال منه. قوة أي نص توجد في صراع التناقض بين أطراف ذلك النص. 

لكن لننتبه إلى حقيقة مهمة تقول: لا بد أن يكون التناقض حقيقياً صادقاً يحدث كما يحدث في الحياة. ذلك لأنَّ بعض الكتب تجمع وجهات نظر لتناقشها وتنتصر عليها. هذا لا يمكن عده تناقضاً حقيقياً. لا بد أن يكون الكاتب خاضعاً لقسوة التناقض بحيث لا تكون أفكاره مهمة وصادقة في نظره. 

هذا يعني أنه سيمثل علينا قصة البحث عن الحقيقة. الآن أين هو الجمال في سلوك دوستويفسكي؟.

كما قلت في تناقض أطراف الصورة. لاحظوا التنوع الجميل لهذا الحدث الذي لا يمكن أن يقوم به سوى شخص له عظمة روح دوستويفسكي.

سجين في سيبيريا، مسيحي، يعيش في روسيا القرن التاسع عشر، روسيا بكل تناقضاتها الفكرية والقومية. أو روسيا التي لا تعرف حداً وسطاً أبداً. 

يقول برديائف: "وقد أدرج الروس أنفسهم في عداد الرؤياويين والعدميين، وهم يقصدون بذلك أنهم لا يستطيعون احتمال مناخ نفسي وسط، وأنَّ مزاجهم حتماً يسوقهم نحو الأطراف، فكل من النزعة الرؤيوية والنزعة العدمية اتجاه متطرف -رؤية دوستويفسكي للعالم ص 16).

هذا السجين مريض بالصرع وفقير، ومعذب بفكرة الإيمان، والحرية والإنجيل. ومع صعوبة حياته كمعتقل في سيبيريا، وقلة المال الذي يملكه، وضعف قدرات أخيه المادية فإنه يوصي أخاه بأن يبعث له نسخة من القرآن الكريم.

الصورة أمامكم بتفاصيلها الغريبة. دققوا كم من المتناقضات فيها. فكرة تصارع فكرة وشيء يدفع شيئاً آخر، لا وجود لمركز ثابت تدور عليه حياته. لنتخيل أنه لم يقل لأخيه أرسل نسخة من القرآن الكريم. 

لنفترض هذا الأمر. تُرى كيف سنقرأ هذه الحادثة. ستكون كما أظن حادثة عادية جداً، ولن أتوقف عندها أبداً. قوة هذه الحادثة تكمن في أنها أدخلت نصاً كالقرآن الكريم إلى أفقها. 

هنا جمال وروعة الموقف. كيف أحسَّ دوستويفسكي بأنه في حاجة إلى كتاب سماوي يخص المسلمين ومكتوب باللغة العربية، بحيث يفكر بقراءته وهو في محنته كسجين في سيبيريا؟  

ما الذي كان يبحث عنه دوستويفسكي في تلك اللحظة من عام 1854 حتى يفكر بقراءة هذا النص المعجز؟ ثم، ما كان شعوره وهو يقلب صفحات القرآن الكريم في ليالي سيبيريا الباردة.

ألا تصدقوني لو قلت لكم إنَّ الإنسان كائن جبار ومع ذلك يمكن أن تسجنه فكرة صغيرة وتنهيه إلى الأبد. لم يكن دوستويفسكي من هذا النوع. لم تشغله فكرة نزول القرآن في منطقة نائية بلا تطور يشهد له العالم. 

هناك في صحراء مترامية حدثت هذه المعجزة، وبدل أن ينشغل دوستويفسكي بنسيان تلك القصة الدينية أعني قصة القرآن وتقليل شأنها كما يحدث مع تجارب الآخرين بادر لمعرفة الحكاية. حكاية الآخر البعيد والمختلف عنه جذرياً.

لنعد إلى تناقضات الصورة التي صنعتها لنا روح دوستويفسكي. ألا تشعروا معي بقوة تأثيرها وجماليتها وصدقها. 

وستقولون مؤيدين لي إنَّ روحاً بهذا الأفق والاتساع تستحق أن تقرأ. ليس هذا كل شيء، فهناك أمر آخر علينا أن نتوقف عنده. ذلك لأنَّ الروائي الروسي العظيم كشف لنا أيضاً طريقة تفكير باختين الناقد الروسي الكبير. 

لقد أحسَّ باختين بروعة عمل دوستويفسكي. وحاول أن يجعلنا نشاركه فرحه حين تحدث عن تعددية الأصوات في أعمال دوستويفسكي، وأنها كانت حوارات بين أبطال لهم كلمتهم الكاملة التي كانوا يقولونها. 

لم يفطن باختين لسر وعمق التناقض الذي عاشه دوستويفسكي كروح غير تقليدية. 

انتبه باختين لحقيقة مهمة لكنه لم ينتبه إلى الصراع النفسي الذي يختفي داخل جسد الإنسان وهو يجمع اكبر قدر من تناقضات يواجه بعضها بعضاً.

إنَّ صراع دوستويفسكي مع متناقضاته أوجد لنا ناقداً مثل باختين. التناقض بهذا المعنى يخلق ويغير ويعطي حرارة الحياة للمنطق الجاف. 

وفي رأيي ينبع فن دوستويفسكي من هذه الحقيقة. احترام أي تناقض ودمجه في صورة جميلة يتأثر بها الآخرون.

لنقلب الصورة بالمعكوس. لو أنَّ روائياً عراقياً كان في مكان دوستويفسكي ثم يطلب نسخة من الإنجيل وهو مسلم ترى كيف سيكون رد أخيه عليه. 

ولو حاولنا أن نوسع الصورة أكثر ونقول إنَّ سجيناً من طائفة معينة طلب كتاباً لطائفة أخرى كيف سيواجه نظرات منتقديه. 

الوضع الطبيعي هو أن يحتفظ كل شخص بما عنده. لكل شخص أفكاره المحددة، بعض كتب الطائفة، طقوس شكلية. 

هذه هي الصورة النهائية لحياة شخص متصالح مع نفسه، ويوصف بانه مندمج. ومثل هذا الاندماج ضروري لأنه لا يزعج أحداً. إذن أين جمالية الصورة التي قدمها لنا دوستويفسكي؟

أين تنوع التناقضات التي تصنع ذاتاً تبحث عن الجمال والصدق والحرية. أجيب لا وجود. ومثل هذه الحياة الخالية من تنوع التناقضات هي في رأيي حياة دمية توضع على الرف ويعلوها الغبار.

لنعد إلى حبيبنا دوستويفسكي. ولنسأل هذا السؤال: بأي شيء كان مشغولاً، وما القضية التي كانت تؤرقه بحيث دفعه فضوله إلى البحث عن نسخة من القران الكريم. 

أظن أنَّ هذا السر رحل مع دوستويفسكي. لكن التفكير والبحث ربما يقودان الناقد والباحث إلى العثور على خيط يفيده في رسم صورة لتفكير دوستويفسكي، أو بمعنى أدق لعذاب هذا الروائي العظيم.

سأحاول أن أقف قليلاً مع الفيلسوف الوجودي برديائف وهو يقدم تحليله الرائع عن دوستويفسكي في كتابه "رؤية دوستويفسكي للعالم" وفي رأيي أنَّ هذا الكتاب هو من أفضل الكتب التي لن تنسى بسهولة.

يرى برديائف أنَّ دوستويفسكي كان "كاتباً مسيحياً عظيماً"، وهذا الرأي لا خلاف عليه. لكن الإيمان الحقيقي لا يمكن أن يأخذ صيغة جاهزة. وفي حالة دوستويفسكي فسيكون الوضع أكثر تعقيداً. فهذا المسيحي لا يهدأ ذلك لأنَّ إحساسه بتناقضات روحه قوي. كما أنَّ تبريرات العقل لا تنفعه. العقل يشبه مهدئاً مؤقتاً، ولا يعمل عند دوستويفسكي.

إذن هو مسيحي غارق في حبه للمسيح، كما أنه يقدس الإنسان. ويصفه برديائف بأنه رجل الرؤيا أي رؤيا نهاية العالم. (رؤية دوستويفسكي للعالم ص28).

كل هذا يعني أنَّ دوستويفسكي مهموم بمصيره، وبكونه إنساناً لم يقف عند حدود ما يراه الناس، ويتفاعلون معه. إنني أصف دوستويفسكي بأنه جامع المتناقضات الروحية.

ولا أستبعد أنه توقف طويلاً عند بعض الآيات القرآنية التي تميز بين الظاهرة كشيء معزول ومادي وبين الإنسان كحاضنة للتناقض الروحي. القرآن صريح جداً في هذا الشأن. وقد لاحظ برديائف كيف كان دوستويفسكي ينظر إلى الطبيعة البشرية، وكيف عبّر عنها. 

يقول برديائف: إنَّ "الطبيعة البشرية دينامية إلى أقصى حد، وإنَّ ثمة حركة تمور في أعماقها. أما السكون والثبات فلا وجود لهما إلا على السطح. ففي الإنسان، وتحت قناع العادات وانسجام النفس تختفي العواصف وتتفتح هوات مظلمة"(رؤية دوستويفسكي للعالم ص47).

أظن أنَّ مثل هذا الفهم قريب جداً من روح القرآن، ومن روح الإنجيل أيضاً، لكنَّ القرآن أعطى أهمية كبيرة للتناقض الروحي عند الإنسان بصورة عامة في آيات صريحة.

لذا، لن يكون الروائي ذا رؤيا فنية إذا لم يدرك صراع التناقض في أعماقه. وكلما كان الواقع البسيط بتفاصيله السطحية يشد انتباه الروائي فهذا يعني أنَّ هذا الروائي بعيد جداً عن لحظة المعاناة، وهي لحظة الخلق الفني.

على هذا الأساس على النقد أن يوحد مصدر الدين والفن، ولا أظن أنَّ المجال يتسع للحديث عن هذا الأمر حالياً. وقد أعود إليه في وقت لاحق.

هناك نقطة أخرى مهمة يشير إليها برديائف وهو يتحدث عن انشغال دوستويفسكي الروحي، ويعبر برديائف عن هذا الانشغال بالتناقض بين الإلهي والشيطاني. لنقرأ ما يقول: "أما بالنسبة إلى دوستويفسكي الروسي فإنَّ تناقض العنصرين الإلهي والشيطاني، والصدمة العاصفة بين النور والظلمات تستقر تماماً في أعماق الإنسان"(رؤية دوستويفسكي للعالم ص48).

تكمن قوة وحرية هذه العبارة في كونها تعطي أهمية لأعماق الإنسان في مقابل هذا العالم الممتد من حوله. الفردية التي لا يجوز ربطها بالواقع ونسيان أعماقها الداخلية وتناقضاتها الخالقة. ذلك لأنَّ عدم الالتفات إلى هذه الأعماق يجعل من الإنسان كائناً محدوداً جداً.

أظن أنَّ حديث برديائف عن الإلهي والشيطاني وخضوع دوستويفسكي لهذا الصراع الذي لا ينتهي هو أحد جوانب تأثر الروائي الروسي بجو القرآن الكريم، الذي صوّر حضور الشيطان تصويراً أكثر دقة من تصوير الإنجيل لهذا الملاك الطريد. 

فمنذ اللحظة الأولى لخلق الإنسان أوضح لنا القرآن الكريم دور الشيطان في تغيير مجرى حياة البشرية. الأفعى لعبت دوراً في التوراة، لكنَّ الشيطان هو من صنع حربه الكونية حين أغوى آدم عليه السلام. 

لذا انتبه دوستويفسكي إلى طاقة هذا الملاك الطريد الذي وقف نداً لله وكأننا أمام منازلة لا يمكن أن نعثر عليها إلا في ثورية النص القرآني. ويبدو أنَّ دوستويفسكي أحس بقوة هذا التحدي الشيطاني 

ودوره في كل ما يجري.

لكني في الحقيقة أجد أنَّ القرآن الكريم تجاوز بعمق هذا الصراع الإلهي الشيطاني إلى صراع جدلي آخر هو أهم بكثير من الصراع الذي سيطر على دوستويفسكي. 

لأدع الحديث عن التطور الذي أحدثه النص القرآني المعجز لتوضيح نقطة في غاية الأهمية لم يتحدث عنها برديائف، ولم يعلق عليها بيلنسكي، أو ربما علق لكني لم أعثر على هذا التعليق.

في رواية "الشياطين" هذا العمل الكبير يحاول دوستويفسكي أن يرصد الصراع الذي يحدث في روسيا. ما هو عميق في الرواية تصوير عذاب الإلحاد والإيمان على أنه عذاب واحد. 

إذا كان الإيمان والإلحاد حقيقيين فعذابهما لا يطاق. من السهولة العثور على هذا الصراع النفسي في أعمال دوستويفسكي وعلى الأخص في الشياطين.

ترى ما هي مشكلة كيريلوف بطل الشياطين. إنها باختصار تجاوزه لما هو عادي وتقليدي. لذا عذبته فكرة الانسجام الأبدي أو الخمس ثوان التي كان يبحث عنها. أنا أتحدث هنا عن شخص يعاني لأنَّ التفكير العقلي لم يعد يفيده أو لم يعد يخدره كما خدر غيره. 

كيريلوف نموذج راق يبحث عن ثوان خمس لا يحس بها غيره من الناس. وهذا ما أسميه الشعور غير التقليدي بالإله أو بالعالم الآخر. 

لكن لو قرأنا حديث كيريلوف وعذابه وهو يتحدث عن الثواني الخمس التي تكشف له حقيقة العالم كله لتعجبنا من ذلك الإيمان. لقد حاول دوستويفسكي أن يعيد لنا مرة أخرى منطقه الحي، الذي يقوم على ما أسميه الصورة التي تضم أكثر ما يمكن من المتناقضات. 

تصوروا ماذا فعل دوستويفسكي وهو يصور بطله كيريلوف الذي تحدث بعمق عن بحثه عن الانسجام الأبدي. أضاف تناقضاً آخر للمشهد بحيث صار حديث كيريلوف إنسانياً وعميقاً. ترى ما هي الإضافة التي جعلت ما قاله كيريلوف يتحول إلى عذاب إلى أبعد الحدود. لنقرأ "تذكر جرة النبي محمد التي لم تكن قد فرغت من مائها حين عاد من معراجه إلى السماء. 

إنَّ الجرة هي هذه الثواني الخمس التي تتحدث عنها. وإنَّ المعراج هو هذا الانسجام الكلي الذي تحس به. لقد كان محمد يصاب بغيبوبة "دوستويفسكي، الشياطين، ترجمة سامي الدروبي، دار التنوير، جزء ثاني ص264-265).

لا يمكن أن يقوم روائي بدمج هذه العناصر المتناقضة دون أن يكون هناك إحساس قوي بحضورها في داخله. ولن تصنع النزعة الإنسانية أو احترام الأديان مثل هذه الصورة. إنَّ التناقض بكلمة أدق هو أحد أصعب المعارك التي تخوضها الذات. وهذا العذاب الذي يعبر عنه كيريلوف هو عذاب لن ينتهي بل سيتكرر في أشخاص آخرين، وعلى مر العصور. 

ولعل أكثر ما يثير استغرابي أنَّ برديائف لم يتحدث عن الاتساع الروحي، وعبقرية الصورة التي تضم متناقضات لا تخطر على بال، واقتصرت إشارته أعني برديائف على العنصر المسيحي الذي شكل وجهة نظر دوستويفسكي، لكنني أظن أنَّ ما قدمه هذا الروائي العظيم من فن روائي يستحق أن ننظر إليه على أنه دعوة للتفكير جيداً بموروث الإنسانية كله واحترامه، وعدم النظر إليه على أنه تراث عتيق يخص جماعة بدائية كانت قبل قرون تبشر بتطور روحي هائل.

أكرر: كيف لم ينتبه برديائف إلى هذه العناصر المتناقضة في أعمال دوستويفسكي وفي الشياطين على وجه الخصوص؟

أتساءل: كيف تجاوز الفيلسوف برديائف حضور النبي عليه السلام، وحديث كيريلوف عن السلام الأبدي، والإشارة إلى ليلة المعراج.

أنا أتحدث هنا عن ظاهرة سردية تتعلق بضم متناقضات لا مجال للتوفيق بينها ثم قراءتها وكأنها متناقضات تتصالح لتقديم وجهة نظر إنسانية. 

وكما قلت فإنَّ دوستويفسكي لو حذف حضور النبي لافتقد نصه هذه الرحابة والاتساع، ولأصبح نصاً تقليدياً. لكنه حين أضاف أحد أقوى عناصر التناقض وهو شخصية النبي عليه السلام فإنه صنع إيقاعاً جديداً.