طائرة الذكاء الاصطناعي تواجه الطيّار البشري

علوم وتكنلوجيا 2024/04/29
...

 توماس كلابورن
 ترجمة: شيماء ميران

توضح مدرسة الطيران التابعة للقوات الجوية الأميركيَّة بمعية وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة (DARPA) أنَّها حققت تقدماً كبيراً في التعلم الآلي من خلال مشاركة الذكاء الاصطناعي بطائرة  F-16 المعدلة في معركة جوية أمام طيارين بشريين.
نفذت ما ادعت به القوات الجويَّة الأمريكيّة و(DARPA) عبر التعلم الآلي في طائرة (X-62A VISTA) التي تمَّ تصميمها لاختبار محاكاتها لأداء الطائرات الأخرى، وتمييز أدائها كواحدة من المتأهلين الأربعة للتصفيات النهائيَّة لجائزة الجمعية الوطنية للطيران (روبرت جي كولير)، وهي جائزة سنويَّة تقدم للإنجازات الاستثنائيَّة في مجال الطيران أو الملاحة الفضائية في أميركا.
يقول “فرانك كيندال”، وزير القوات الجوية: “لقد كان من الممكن وعلى مدى عقودٍ من الزمن أنْ نتصور إمكانية حدوث معركة جو – جو مستقلة، لكنَّ الواقع بقي بعيد المنال حتى الآن.  وفي العام الماضي، تمكنت طائرة (X-62A) من كسر أحد أهم الحواجز في الطيران القتالي. وكانت نقطة تحول، فأصبح ممكناً بفضل الإنجازات الخارقة”.
تقوم وكالة (DARPA) باختبار برنامج ذكاء اصطناعي لقيادة طائرات المحاكاة لعدة سنوات، إذ يعود برنامج تطوير القتال الجوي(ACE)    الى العام 2020 حين وضعت طيارين بشريين في جهاز محاكاة طيران أمام خصمٍ يعمل بالذكاء الاصطناعي، وانتصر في المنافسة برنامج الذكاء الاصطناعي بتفوق، إذ سُمح له بالتحليق بسرعات تزيد من الضغط على الطائرة الحقيقيَّة فتولد قوى جاذبية قد تلحق الضرر بالطيار البشري.
لقد كان الاستقلال الإرشادي أو القائم على القواعد نهجاً شائعاً في التطبيقات العسكرية والفضائية. تتلخص هذه الأنواع من الأنظمة الخبيرة في عبارات if-then التي تحدد المحفزات المستندة إلى الشرط والتي تؤدي إلى إجراءات محددة.
لكن هذا النهج يكون أقل فائدة عندما يكون هناك الكثير من المتغيرات والقواعد التي يجب أخذها في الاعتبار.
توضح “دانيلا روس”، مديرة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: “يعتمد نهج التعلم الآلي على تحليل البيانات الفعليَّة لاتخاذ قرارات صحيحة للمواقف الحالية والمستقبلية، وغالباً ما يتم اكتشاف رؤى غير محسوسة للبشر أو يصعب التعبير عنها من خلال اللغات التقليدية القائمة على القواعد.
لكنَّ التعلم الآلي يتمتع بقوة غير عادية في البيئات والمواقف التي تتقلب فيها الظروف ديناميكياً ما يجعل من الصعب إنشاء قواعد واضحة وقوية”.
تعدُّ المعارك الجوية بين الطائرات العسكرية سيناريو ديناميكياً الى حدٍ كبير.
لكنَّ هناك جانباً سلبياً للتعلم يجب التغلب عليه، وأنْ تكون قابلة للتفسير ويمكن التحقق منها بدرجة كافية حتى يثق بها الأفراد العسكريون، لتصادق سلطات الطيران على الأنظمة التي تنفذ مثل هذه القواعد.
إنَّ (X-62A) هي في الأساس طائرة F-16 تمَّ دمجها مع جهاز محاكاة الطيران، حتى يتمكن عملاء التعلم الآلي من قيادتها.
يقول العقيد “جيمس فالبياني” قائد مدرسة الاختبار التجريبي: “كان المذهل لهذا العام هو أنَّنا أخذنا عوامل التعلم الآلي ووضعناها في X-62A  ببيئة حقيقية”.
في كانون الأول من العام 2022، سيطر عملاء التعلم الآلي على مسار طيران الطائرة “X-62A”، وهي الأولى من نوعها في مجال قيادة الذكاء الاصطناعي.
وخلال الأشهر القليلة التالية استمرت الاختبارات والتحسينات، حتى ايلول الماضي، إذ قاد برنامج الذكاء الاصطناعي لطائرة X-62A في معركة وهمية أمام طائرة  “ F-16”  يقودها إنسان، ومن دون انتهاك معايير السلامة البشرية، أو دفع الطيارين الموجودين على متنها للتدخل والسيطرة.
ووفقاً لـ “DARPA”سيتم النظر الى إنجازات فريق “X-62A” بشكل مشابه لتأثير برنامج “الفاغو زيرو” على الشطرنج ولعبة الشوغي، والتحقق من الطيران المستقل لكل من التطبيقات العسكرية والتجارية.
ورغم ذلك، لم تكن جهود الفريق كافية للفوز بجائزة كولير تروفي للعام الماضي، التي مُنحت لوكالة ناسا وفريق التقاط عينات الكويكبات OSIRIS-REx وإعادتها.

عن موقع ذا ريجستير التكنولوجي