لأنني لم أعرف

ثقافة 2024/04/30
...

 باترك لين

 ترجمة : أحمد كاظم سعدون


ولد الشاعر الكندي باترك لين عام 1939.

تمتاز قصائده بالوضوح والبساطة مع وفرة بالصور الشعرية والتشبيهات والمجازات؛ يتحدث في قصائده عن تجاربه الحياتية الشخصية متطرقاً إلى قسوة البشر من حوله وعنف المناخ.

توفي الشاعرعام 209 إثر نوبة قلبية.

لأنني لم أعرف

إلى جون                                                                     

لأنني لم أعرف الرأفة

والقوم الذين عشتُ بينهم

كانوا قُساة على الحيوانات الميّتة والرجال

لم أسأل أبي حين أمَرَني

أن أسحَقَ رأس القِطَّة

بعد أن دَهَسَ الباص نِصفها الخلفيّ.

أتذكّرُ الآن ، بعد عشرين عاماً،

صَمت احتضارها

بعد أن هَشَّمتُ جُمجمتها الرقيقة

بكعبي العاري ،

اللّسان الذي لن يموء أبداً

وقد تقوَّس على الغبار

ثمّ جسد أبي الضئيل

ماشياّ بفخر.


ثمة وقت

إلى روبرت كروتش      


ثمّة وقت يكون العالَم فيه عنيفاً ،

والشتاءات قاسية، حيث إمرأة تجلس أمام الباب ،

تنظرُ عَبر الأخشاب، بانتظار مجيء الرجُل. 

لَعَلَّ الطفلُ مريضاً ، على الرغم أنّنا لسنا في الشتاء

لَعَلَّ الغبار كان قد استَقَرَّ في رئتيه،

تنَفسه واهن ، بالكاد يوجد 

سلَّ أو ذات الرئة 

لَعَلَّ هذه الكلمات هي ما أجلسها هناك ،

كلماتٌ تُسَمِّي المَرض ولاتشفيه 

ربما ليس رَجُلاً ماتنتظر

نريدُ شخصاً . شخصاً ليُسعِفها الآن

في المَزرعة المُجاورة

تجلسُ أقرب إمرأة لهذه المرأة

أيضاً في بَردٍ أو غُبار ،

تنظر إلى الباب ؛ لن تكونَ عَوناً

إذاً ليكُن الرَجُل . انه في الزريبة

ينظرُ إلى أنفاس الجياد

جميلة، هادئة ،

إذ تتجمع مُتَجَمِّدَةً في غيوم ناجزة 

عِدَّتها تبرُقُ مُتَدليّة من مرابطها، برغم أنها عتيقة وبالية

مُسِنٌ وبالٍ هو أيضاً

المرأة تنتظر وراء الباب

لكنه يخشى الرجوع

بسبب عَينيها والطفل المُحتظر

ثمّة وقت ،

أوقات بَرد، إذ تغدو الساعات نثار غُبارٍ في العين،

غيمة أنفاس تَتَجَمَّد ، قِشّة في باب،

لها من الصِّغَر والرهافة حدّاً يُمَكِّنُها أن تعيش

لَعَلَّ جنوداً سيأتون من بعيد،

تَسطعُ أزرارهم بالبَرد أو تعتمُ بالغبار،

برغم أننا لا يمكن أن نعرف لم عليهم أن يأتوا إلى هنا،

ربما عاصفة تدحرجت من الشمال

كدولاب مطحنة صوب حياتهم

لَعَلَّه الشتاء

ثمّة ثلج . 

لربما هو مَحض غُبار

ربما ما من طفل، لا رَجُل ولا إمرأة ،

والكلمات التي تخيلناها لم نخترعها

لتسمية مَرضٍ ما من طفل ليُصاب به

لَعَلَّ الأسماء وُجِدت هناك قبل وجودهم

فَنُسِيَت

أما الآن ، وكما نُفكّر بهم فلندعهم يموتون،

وبعد أن يكونوا قد ماتوا

لنا أن نتخيلهم أحياء مرّة أُخرى،

الزريبة ، الأنفاس،

المرأة ، الباب.