بدور العامري
لم يتبق سوى أيام معدودة من خوض طلبة المراحل المنهية للامتحانات الوزارية، هذه العملية التكاملية بين (المؤسسة التعليمية والاهل والطالب)، الامر الذي يتطلب من جميع الأطراف القيام بدورهم على اتم وجه، لانجاح هذه التجربة السنوية، وتقييم الأداء العلمي والأكاديمي لأبنائنا الطلبة.
استعدادات
تبدأ الاستعدادات الحقيقية داخل المنزل، ومن افراد اسرة طالب المرحلة المنتهية، عن طريق الدعم والتطمين وتهيئة البيئة الصحية للدراسة والمذاكرة، بعيدا عن ارباك أبنائهم وتحميلهم اكثر من طاقتهم عن طريق المطالبة بالحصول على معدلات عالية وغيرها، كذلك أهمية توجيه الابناء على الاستثمار الأمثل لفترة المراجعة واكمال المنهج الدراسي، وعلى صعيد متصل دعت وزارة التربية الطلبة إلى عدم تصديق أي شائعات أو اخبار يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي مثل انتشار الأسئلة أو تسريبها وغيرها من الاخبار الكاذبة، اذ قال المتحدث باسم الوزارة كريم السيد: انه تم التنسيق مع الجهات الأمنية لمتابعة الصفحات الوهمية، التي تروِّج لأسئلة مزيفة وتسعى لتشتيت ذهن الطالب واستغلاله ماديا، معلنا عن استكمال الاستعدادات المبكرة للامتحانات الوزارية، والمتمثلة بإعداد الأسئلة الامتحانية الخاصة بالمراحل المنتهية (السادس الابتدائي والثالث المتوسط والسادس الاعدادي بفروعه كافة)، مشيرا إلى اتباع السرية التامة بتنظيم الأسئلة، باعتبار هذه المسألة تتعلق بمستقبل الطلبة والحفاظ على المجهود العلمي لهم، السيد أوضح أن "الاسئلة ستكون موضوعية ومن المنهاج المقرر، حيث اعدت أسئلة كل مادة من قبل اكفـأ المختصين في الوزارة".
برامج ومبادرات
ويشكو أولياء الأمور وخاصة ذوي طلبة المراحل المنتهية من التكاليف الباهظة لدروس التقوية التي يحتاجها اغلب الطلبة، والتي تشكل عبئًا إضافي على الأسر المتعففة والفقيرة، وفي الجانب الاخر نجد قيام عدد من المدرسين والمدرسات بمبادرات تقديم المحاضرات ودروس التقوية المجانية للطلبة، خلال فترة المراجعة، دعما منهم لجهود طلبتهم وحرصهم على احراز افضل النتائج من جهة، والتخفيف عن كاهل الطلبة وأولياء امورهم من زيادة المصاريف والأعباء المادية، التي تطلبها مراكز التقوية المنتشرة بصورة كبيرة وأسعار تتجاوز ميزانية الاهل من جهة أخرى، وبحسب المختصين بالشأن التربوي، تعتبر منصة نيوتن، من البرامج التي استطاعت ان تثبت فعاليتها في فترة قياسية، عن طريق مواكبة بث الدروس والمحاضرات بصورة يومية على يد اساتذة اكفاء، اذ تحدثت مديرة التلفزيون المدرسي زينب الخفاجي في تصريح سابق لـ(الصباح) إن "الفضائية اعدت خطة خاصة للمراجعات المنهجية للمراحل المنتهية وغير المنتهية الخاصة بالامتحانات الوزارية للعام الدراسي (2023 - 2024) والمراحل الأخرى، اذ ستكون هناك اختبارات الكترونية عبر منصة (نيوتن)، لمواصلة مراجعة المنهج والاستعداد جيدا للامتحانات، وبينت الخفاجي "انه يتم الاعتماد على أساتذة ذي كفاءة وخبرة عالية في اعداد نماذج من الأسئلة الالكترونية، لجميع المراحل ولكل المواد الدراسية، مبينة ان هناك درجات ستمنح للطالب المشارك في الاختبارات، الامر الذي سينعكس إيجابا على أدائه في الامتحان الوزاري في ما بعد، كونها تثقف الطالب على كيفية صياغة جواب نموذجي بحسب رؤية الأساتذة والمختصين الذين يديرون هذه الاختبارات، كما تمثل مراجعة شاملة للمنهج عن طريق شرح وتفصيل المواضيع الدراسية، من المبادرات الأخرى التي تنم عن دعم العلم والمعرفة، ومساندة أبنائنا طلبة المراحل المنتهية هو قيام العتبة الحسينية مع قرب الامتحانات النهائية، بتوفير أجواء مثالية للطلبة، لغرض الدراسة وفتح أبوابها وباحاتها المكيفة عند مرقد الإمام الحسين (عليه السلام).
توصياتٌ ونصائح
مشاعر الخوف والقلق التي يعاني منها طلبة المراحل النهائية، وعلى وجه الخصوص في المرحلة المتوسطة، يبين أسبابها لنا الشاب رعد الحميدي (20 عاما) بعد معايشته لهذه التجربة، اذ يقول "يعد الخوف من اكبر المشاكل التي تواجه الطالب في الامتحانات النهائية، حيث من الممكن أن تصل الأمور لمرحلة عدم الإجابة على الأسئلة في الامتحان، على الرغم من أن الطالب قد درس المادة من البداية حتى النهاية، والخوف بحسب الشاب رعد يأتي لثلاثة أسباب: أولها هو الجو العام الذي يكون جديدا على الطالب مثل المراقبين الذين لا يعرفهم وربما لم يراهم سابقا، أم الأمر الآخر هو وجود هوية الطالب الامتحانية، التي يجب ان ترافقه طوال فترة الامتحانات، اما الامر الثالث والمختلف هو وقت الامتحان الذي يستمر لمدة ثلاث ساعات، وهو وقت طويل مقارنة بأوقات الامتحانات في المراحل السابقة، وبحسب الحميدي بعد أن تعرفنا على أسباب الخوف وهي تتعلق بكل شيء جديد، لا بد من اتخاذ عدة خطوات للتغلب على مسألة الخوف غير المبرر عند طلاب الوزاري، وبحسب الناشط في مجال التنمية البشرية الدكتور سيف جنان، فأن هناك عددا من التوصيات النفسية والسلوكية، يجب على الطلبة تطبيقها للتهيئة الصحيحة لأداء الامتحانات والتخلص من مشاعر الخوف القلق لديهم، بالتأكيد بعد الدراسة والمذاكرة الجيدة، أولها ابعاد الجهاز النقال عنك وقت الدراسة، لأنه يعتبر من أكثر المشتتات في الوقت الحاضر، كذلك اعتماد الشرح التفاعلي في الدراسة، وهي أن تتخيل نفسك بموقع الأستاذ وتحاول تدريس المادة لعدد من الطلاب، إضافة إلى التخيل العلمي لأنه يحفز الدماغ على الفهم الحفظ بطريقة سهلة وسريعة، ومن الطرق المهمة لتسهيل الدراسة هو الصوت المسموع، لأننا نحتاج إلى استخدام أكثر من حاسة إضافة إلى استخدام اليدين في شرح المادة وإيصال المعلومة.