جبار الجنابي: الهويَّة السينمائيَّة .. تراكمٌ مهنيٌّ وإبداعي

ثقافة 2024/05/06
...

 حوار: سينما

جبار الجنابي فنان شامل متعدد المواهب، فهو رسام، ومسرحي، وشاعر، وممثل، ولديه تجارب خاصة به، تخرج من معهد الفنون الجميلة، واقام العديد من المعارض الفنية في العراق والأردن وكندا، كما عمل في المسرح والتلفزيون، فضلا مشاركته ممثلا في أفلام أميركية وكندية.
 سينما الـ " الصباح" التقت الجنابي، وسألته عن مشاركته في تمثيل فيلم هوليودي، أجاب: لا يزال الامر في طور الترشيح، اذ اختارني مخرج عالمي كبير حائز على الغولدن غلوب لأفلام مهمة رشحت ايضا للأوسكار.. موضحا " أن المخرج بعث لي بمشهدين من النص الأصلي لتمثيلهما
باللغتين الإنكليزية والعربية، وهذا لا يعني انه تم اختياري، لهذا الفيلم الذي سيصور في المغرب وايطاليا أيلول المقبل.
 وعن تقاليد الإنتاج العالمي قال صاحب "عربة الغجر" : " أكيد العمل مع منظومة عمل لها تقاليد وثقافة عملية ومهنية عريقة، تجعل الممثل والمخرج والفنيين يركزون على الابداع، فكل ما يتعلق بالمشتغل في العمل جاهز ومتوفر، ولا يوجد ما يشغلك عن مهمتك الأساسية ما يجعل الفنان يقدم  كل ما يملك لإنجاز عمله بالشكل الأمثل، وهذا ما حصل معي في العديد من الأفلام الهوليوودية والمسلسلات التي شاركت فيها".
شارك الجنابي في العديد من الأفلام والمسلسلات العراقية، فضلا عن تجاربه الخاصة في تقديم أسلوب خاص به اسماه "آنو" (الاسم يشير إلى إله سومري رتب فوضى الكواكب وفق نظام متسق ومرتب)، إذ اتسمت عروض هذا الاسلوب الذي اشتغل عليه في كندا خلال عقدين من الزمان، بامتزاج الموسيقى والشعر والغناء والرقص والتشكيل، لتنصهر في بوتقة من السحر والجمال. واضاف الجنابي آخر عمل سينمائي اشتركت به هو فيلم طويل لم يعرض بعد مع المخرج القدير محمد الدراجي، وهذا ايضا لا يزال قيد السرية، وأعتقد أن الفيلم جاهز للعرض في المهرجانات العالمية".
رد الفنان جبار الجنابي على تساؤل يخص تلكؤ الإنتاج السينمائي العراقي، الذي لم يجد بوصلته بعد بالقول: "ان العمل السينمائي المحلي يشكو من سوء الانتاج والسينمائيون العراقيون يعتبرون مجاهدين فدائيين، حتى يمكنني القول إنها سينما مخرجين، وليست سينما مؤسسات، وهذا يعرقل عمل المخرجين في التركيز على ايجاد هوية سينمائية عراقية، وتجعلهم يستعملون ادوات اخراجية جاهزة كما تعلموها من مصادرها، وهي أما أمريكية أو أوربية أو مصرية. فالهوية السينمائية هي تراكم ابداعي وفكري ومهني، وهذا ما تفتقر اليه الحركة السينمائية في العراق، رغم توفر الادوات التي اصبحت متاحة بفضل التكنولوجيا الحديثة، ولكنها ما زالت لا تفي بالغرض.
وقيَّم الجنابي الموسم الدرامي المحلي الفائت بالقول: " ان الدراما في العراق، تعاني من ركاكة النصوص، وانعدام التقاليد والثقافة الانتاجية التي تفتقر للخبرة، لتجعل كل من يعمل فيه يركز على ابداعه في العمل، ولكن قد تكون غزارة المشاريع الدرامية، عاملا لتكوين نظام عمل، يجعل العملية الانتاجية أكثر مهنية بمرور الزمن، من خلال ايجاد بنية تحتية ومرجعية، تسهم في تطوير جودة الدراما العراقية.. لذا أنا متفائل بالقادم من الأيام".