يحلم أن يستعيد العراق مكانته.. صيدلانيٌّ يؤسسُ مخيماً للعلوم والابتكارات

علوم وتكنلوجيا 2024/05/07
...

 سرور العلي

نجح الأكاديمي والصيدلاني ورائد الأعمال العراقي نورس عارف، بتأسيس مخيمٍ العلوم، وهو أول “ميكرسبيس وفاب لاب” عراقي يدعم الابتكار وريادة الأعمال القائمة عن التكنولوجيا، وهو الشريك الحصري الممثل للعراق في أولمبياد الروبوتات العالميَّة “فيرست غلوبل” بمنتخبٍ عراقي لسبع سنوات، وصناعي يصنعُ ويسوقُ روبوتاتٍ تعليميَّة عراقيَّة مع دعم باللغة العربيَّة، لبناء جيل تحول رقمي كفوء، ومواكب لعلوم الروبوت اليوم.

الابتكار والإبداع والتكنولوجيا
يرتكز المخيم على الابتكار والإبداع والتكنولوجيا، لإيجاد حلولٍ لمشكلات محليَّة وعالميَّة، مثل سد الفجوة التكنولوجيَّة، ودعم القطاع الخاص الصناعي، ورفد أصالة التصميم العراقي في الصناعة، ودعم التعليم التفاعلي والتطبيقي، كذلك إيجاد حلولٍ تقنيَّة للمشكلات البيئيَّة المحليَّة المتعلقة بالتغير المناخي، مثل الدعوة إلى تبني مشروع إنتاج روبوت عراقي، لزراعة نبات المانجروف لتحسين البيئة المحليَّة.
وتحدث عارف عن تصميمه لمخيم “العلوم” وعن الهدف منه بالقول: “إنَّ بدايات مخيم العلوم، هو إنشاء النسخة العراقيَّة من حركة الابتكار العالميَّة، وشبكه الفاب لاب (مختبرات التصنيع الرقمي الداعمة للابتكار)، وفق تعريف معهد ماساشوست للتكنولوجيا، إذ حركة المبتكرين العالميَّة تتبنى نظريَّة مزج العلوم، وتوفير بيئة صديقة وداعمة للابتكار في أماكن محددة، مجهزة جيداً بالآلات والأدوات، مثل الطابعات ثلاثيَّة الأبعاد والعقود الإلكترونيَّة، مثل اردوينو، وأجهزة التحكم الرقمي سي ان سي وغيرها، لغرض إنتاج ابتكاراتٍ وحلولٍ عمليَّة تطبيقيَّة، وبهذا تكون مكملة ومتعارضة مع الخط الإكاديمي القائم على تقسيم وتصنيف العلوم والتخصص، إذ إنَّ حركة الابتكار العالميَّة توفر طريقاً أسرع للوصول إلى منتجاتٍ وحلولٍ تكنولوجيَّة، قائمة على الحاجة والتفاعل بالعمل السريع، لإنتاج هذه الحلول، لهذا تمَّ تبنيها في الدول الصناعيَّة المتقدمة، لتسد حاجة متطلبات السوق التنافسية القائمة على الجودة، والاختراعات الجديدة، أو تسهيل وتقليل تكلفة الخدمات المتوفرة”.
مضيفاً “العراق ليس جديداً على الابتكار والإبداع، فحضارة 7000 عامٍ من الكتابة والعجلة والرياضيات والفلك والمنظومة العقائديَّة العريقة، تستدعي أنْ يستعيدَ العراق مكانته الحضاريَّة بين الشعوب، وتنظيم جهود الابتكار والإبداع محلياً، وبصيغة القطاع الخاص والشركات الناشئة، لأنَّ الشكل الأكثر مرونة وسرعة في النمو والتوسع، بين شريحة الشباب، والتي تحتاج إلى تعاونٍ حكومي من القوانين، والدعم لجعلها متاحة وفاعلة في العراق”.

روبوتات عراقيَّة
ولفت إلى أنَّ “بداياته بإنتاج وتصميم الروبوتات جاءت بفكرة تصميم وإنتاج روبوتات عراقيَّة تعليميَّة وصناعيَّة، نشأت كنتيجة حتميَّة للخبرات التي يتمتعُ بها والبِنْية التحتيَّة لمخيم العلوم، وللاشتراك الطويل في الأولمبياد والروبوتات كراعٍ للمنتخب الوطني العراقي، إذ إنَّ هذه التجارب في تصميم وإنتاج الروبوتات للمشاركات العالميَّة، كان لها الأثر في التفكير، لدعم الأجيال العراقيَّة الحاليَّة، للحاق بركب الحضارة، لا سيما في مجال صناعة وبرمجة الروبوتات، فكان مشروع إنتاج الروبوتات التعليميَّة أول الأنشطة محلياً، والتي تم تبنيها بشراكة مع جمهوريَّة التشيك متمثلة في سفارتهم، إذ تمَّ توفير 120 روبوتاً، كذلك دورات بصيغة دروس إثرائيَّة، لأكثر من 300 طالبٍ في مدارس البصرة، وتعكسُ التوجه بنقل التجربة العالميَّة، وتطبيقها محلياً ولتوفير فرصة أوسع لليافعين والشباب العراقيين، للدخول في عالم تصميم وصناعة الروبوت، وتحريك عمليَّة التعليم باتجاه التعليم التطبيقي (STEM)، التفاعلي ولبناء ديمومة للمنتخب الوطني العراقي في الروبوتات، من خلال بناء قاعدة أوسع، تمارس تصميم وصناعة الروبوتات محلياً”.
وأكد عارف “نطمح في مخيم العلوم أنْ تمتدَّ الأيادي للتعاون، وتحويل الرؤية إلى واقعٍ ملموسٍ ومطمئن، لا سيما لشريحة الشباب”.

روبوتات تعليميَّة وعسكريَّة للعراق
وأشار إلى أنَّه “يعملُ اليوم على منتجٍ يدار بطريقة الشركات الناشئة الستارت اب، وهو تطبيق وإثبات على نجاح مفاهيم ريادة الأعمال الحديثة عراقياً، فريادة هذه الأعمال تتبنى طرح نظريَّة التفكير التصميمي، القائمة على الاستجابة لمتطلبات السوق بعد دراستها، وتوفير حلولٍ ابتكاريَّة مناسبة، قابليتنا على تصميم وإنتاج روبوتات تعليميَّة وصناعيَّة وعسكريَّة، وأخرى متخصصة أعطت القابليَّة على تشخيص متطلبات الوضع العراقي في مجال التعليم، لا سيما أنَّنا نريد حل المشكلات من جذورها، إذ إنَّ التعليم نظريٌّ أكثر مما هو عملي، ويفتقر إلى المختبرات والتجهيزات، ولا يتيح للطالب تحمل مسؤوليَّة وتقمص المهنة والاختصاص الذي يدرسه، فكان التوجه نحو إنتاج عدة روبوتات تعليمية، روبوت كيت مناسب للأطفال واليافعين والشباب، للدخول في عالم تصميم وبرمجة الروبوت وتمت مراعاة هذا المنتج بأنْ يكون مناسباً للمتطلبات العراقيَّة من ناحية التكلفة لجعله متاحاً، والجودة ومناسبة لمتطلبات العمليَّة التعليميَّة، وسد الثغرات فيها”.