د. بشار قدوري
اعترض العراق على البيان الختامي للقمة العربية الطارئة التي انعقدت (أمس الخميس) في مكة المكرمة، والذي ندد “بتدخل” إيران في شؤون الدول الأخرى. وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في بيان بث على الهواء مباشرة إن “العراق يعارض البيان الختامي الصادر عن القمة العربية الطارئة في مكة المكرمة والذي ندد بتدخل إيران في شؤون الدول
الأخرى”.
حيث شكر رئيس اللجنة الثورية العليا لجماعة “أنصار الله” الحوثية محمد علي الحوثي رئيس الجمهورية برهم صالح، بعدما أبدت بغداد اعتراضها على البيان الختامي للقمة العربية
الطارئة .
وفي وقت سابق لهذا في قمة مكة الاسلامية ينسحب الشيخ مهدي الصميدعي من القمة وبشكل مفاجئ والذي يمثل جهة اسلامية سياسية في بغداد وبحسب بيان لمكتبه قال إن انسحاب الشيخ الصميدعي من المؤتمر يأتي من أجل الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية الأصيلة من دون التدخل في شؤونها وحرفها عن مسارها
الصحيح.
فضلاً عن شعور الشيخ الصميدعي بالأهداف والنوايا من إصدار بيان لا يتناسب وحجم التحديات التي تواجهها الأمتان العربية والإسلامية وقد تكون أهداف البيان مبيتة وتحث على التفرقة و (إثارة الفتنة والتحشيد ضد الجمهورية
الإسلامية) .
الدلالات : ان العراق يصبح في المحمور الغربي الخليجي ويمسي في محور ايران فان دل على شيء هو توازن غير منظور الان لكن في المستقبل القريب يكون ذا ظلال على العراق من الناحية الاقتصادية والحديث عن وقوف العراق مع ايران مقابل ملفات ساخنة منها الكهرباء والنفط ، فان صح ذلك فان العراق يستطيع تولي سياسته بين طرفي
الصراع .
اما اذا كان الانسحاب والتحفظ على بيان القمم هو نتيجة ضغط ايران على القيادة العراقية فتلك طامة كبرى بالتاريخ السياسي للعراق
الحديث .
استنتاجات : محتمل ان الخليج بشكل عام والسعودية بشكل خاص ستنظر الى العراق انه ذهب مع الريح الشرقية ومعسكراتها هناك ، وسيقوم بايقاف الدعم الفني والتجاري والاقتصادي في المجالات التي تم الاتفاق عليها منذ سنة تقريبا وبعد الانفتاح ولقاءات مشتركة مع دول
الخليج .
ومحتمل أن الولايات المتحدة الأمريكية ستمارس الضغط على حكومة بغداد لتكون واضحة في سياستها والوقوف بالضد ، وتؤدي دورا سلبيا من حكومة ايران وخاصة بملف النفط والكهرباء والإعفاءات الممنوحة
لبغداد .
السبب : لانه بطريقة سهلة ان العراق افشل القمة العربية بتحفظ رئيس الجمهورية برهم صالح على البيان الختامي وكذلك الصميدعي بانسحابه من القمة
الاسلامية .
او على اقل تقدير قام العراق بالتقليل من الهالة المحاطة للقمم وقلل من الكلام بان الاجماع قد حصل لذلك تجد الحوثيين قد شكروا بغداد بحرارة .
الفائدة : المطلوب من بغداد الوقوف مع خط المصلحة العليا للبلاد ، مثلا نطلب كهرباء ومشتقات نفطية مقابل الوقوف مع الجهة التي تنفذ ذلك ان كانت ايران او امريكا او
السعودية. او تصفير ديون العراق مقابل الموقف السياسي.
او استرداد اموال عراقية مجمدة في الخارج.
او ارجاع طائرات عائدة لنا. او التعويض عن الضرر في حرب الخليج الاولى او الثانية او انشاء خط نفط وغاز عراقي على البحر الاحمر مرفوع
الرسوم.
كثير من الملفات الاقتصادية والمالية والسياسية ايضا نستطيع الاستفادة منها في هذا الصراع الدائر بين بلدان مثل ايران وامريكا والسعودية، والعراق غارق في المشاكل والفساد من دون حلول، فان الحرب في المنطقة ليست حربنا ولن نحارب بالوكالة عن امريكا او ايران او السعودية، لهم شعوبهم وجيوشهم وشبابهم ،ولنا شعبنا وجيشنا
وشبابنا.