عمان : يعرب السالم
ربما ما يجمع بغداد بعمان هو الليل وتلك الشوارع المضيئة بمصابيحها الملونة التي لا تنام، وهي تحتضن المارة من مختلف الجنسيات وبالذات في منطقة وسط البلد في عمان. يطلق العراقيون على منطقة وسط البلد بالكرادة تيمنا بها وذلك للحميمية الموجودة بين الناس والباعة وكأنهم يعرفون بعضهم البعض وهم يسيرون كموجة آدمية تلتقي ثم تفترق كما في الكرادة.
التشابه بين المحلات غريب كما ان نسبة كبيرة من العراقيين تتبضع من وسط البلد لتوفر كل أنواع البضائع من ألبسة وعطور وإكسسوارات وتحفيات سواء في المحلات أو عند باعة الأرصفة ويأسعار مناسبة تماما كما شارع الكرادة في بغداد.
ولا تتفاجأ اذا رأيت أسماء عراقية مثل مقهى بغداد أو فندق الملك غازي الذي كان الكاتب العراقي علي السوداني أحد نزلائه لفترة من الزمن، أو تأتيك لافتة مرسوم عليها باحتراف رأس خروف وتحته مكتوب باجة عراقية وتستمر الأسماء ذات الدلالات العراقية مثل زنود الست للحمداني في الرابية أو سمك مسكوف في شارع الجاردينز ويوجد لدينا كيمر عراقي، وكباب حجي حسين ومطعم زرزور والفلوجة وغيرها، لقد استطاع العراقيون ان يصنعوا جوهم الخاص جاعلين الأردنيين يتأثرون بهم فاذا كانوا هم النشامى فالعراقي ابو الغيرة والكرم.