عزفٌ على ساكسفون الحريّة

ثقافة 2024/05/14
...

  حسن سامي العبد الله 

 

إلى جلعاد أتزمون.. الإسرائيلي السابق.. الفلسطيني الناطق بالعبرية كما يصف نفسه..

 

قَشَّرتَ جِلْدَ الوَقْتِ

لَمْ تَأبهْ بِما يَطْفو

على التّاريخِ مِنْ بُطْلانِ

 

الطَّوطَمُ المَزعومُ فَنَّدَ نَفْسَهُ

بَعْدَ الوقوعِ بحُفْرَةِ الشّيطانِ

 

فَبَدَأتَ بالشَّكِّ المُقَدّسِ

رِحْلَةً مائيّةَ الخُطْواتِ للإيمانِ

 

وهْمُ اليَقينياتِ كانَ غِشاوةً

لَمْ تَسْتَسِغْها فِطْنَةُ الفَنّانِ

 

في عَزفِكَ السِّحريِّ

تَصْحو نَغْمَةٌ زَيتونةٌ

لا تَنتَمي لمَكانِ

 

وتقومُ في دَمِكَ القِيامةُ

رَدّةً مَحمودةً عَنْ دعوةِ البُطلانِ

 

كُنْتَ انْتماءً للحَياةِ

مُنزَّهاً عَنْ فِكْرةِ التَّفريطِ بالإنسانِ

 

أفْشى هواكَ اليوسفيُّ

حَقيقَةً في البِئْر

تَرْمي آخِرَ الأحْزانِ

 

يَعْقوبُكَ اسْتَقوى على أشْواقِهِ

عَيْناهُ عادَتْ دونما قُمْصانِ

 

والكَفَّةُ انحازَتْ لصَرخَةِ طِفْلةٍ

المجدُ كُلُّ المَجْدِ للميزانِ

 

لرجوعِ سُكّانِ المَنافي وحدَهُمْ

سَتكونُ هذي الأرْضُ بعدَ زَمانِ

 

قَدْ قُلتَها..

فَتَبَسَّمتْ أقفالُهُا

وَتَأهَّبَ المِفْتاحُ للبيبانِ

 

واختَرْتَ

ميلاداً جَديداً مُفْعَماً

بالآسِ والنِّعناعِ والرَّيحانِ

 

لا تلْتَفِتْ نَحْوَ الوَراءِ

وجوهُهُمْ سِجْنٌ

يُشَرعِنُ شَهْوةَ القُضْبانِ

 

لا تَلتَفِتْ

هُمْ قابِلونَ بغيِّهِمْ

للطَّرْقِ فَوْقَ صَلابَةِ السِّندانِ

 

وامْنَحْ زَفيرَكَ للهَواءِ

لعَلَّهُ يَحْنو على الأغْصانِ

بِضْعَ ثوانِ..!

 

أكْمِلْ طَريقكَ

واعْتَصِمْ بمَحَبَةٍ

تُنْجيكَ مِنْ تَيهِ القَطيعِ الثّاني.

 

مِنْ ساكْسُفونِكَ

تَسْتَفيقُ فَراشَةٌ

لتُمَوسِقَ التّوليبَ في البُسْتانِ.


(من مجموعة "قدسائيل" الحاصلة على المركز الثاني في الشعر)