{على خطى الموسيقى}.. مشروعٌ يجمع أطياف العراق

ثقافة 2024/05/15
...

 بغداد: رشا عباس
 تصوير: نهاد العزاوي

تحت عنوان {قلبي معكم} وضمن برنامج على خطى الموسيقى، أقيم مساء السبت الماضي على مسرح الرشيد، حفلا موسيقيا، جمع مختلف أطياف الشعب العراقي، وحضرت الموسيقى الشعبية السائدة بالمهرجان.

المشروع الذي تقوده مؤسسة العمل للأمل في لبنان وسوريا والاردن والعراق، وبدعم من صندوق حماية الثقافة التابع للمجلس البريطاني يهدف إلى حماية الموسيقى الشعبية في أحد عشر من المجتمعات الريفية والبدوية والغجرية ومجتمعات اللاجئين عبر البحث والتوثيق والتدريب لموسيقيين شباب على الآلات والإنتاج والتوزيع، مما يساعد على حفظ التراث الثقافي غير المادي.
السفير البريطاني ستيفن هيتشن قال:" زملائي في المجلس البريطاني يدعمون مشروع "على خطى الموسيقى" كمحاولة لانقاذ اجزاء من الثقافة العراقية، التي هي عرضة للانقراض فمنذ اسبوعين وانا احضر ورش العمل التي أقيمت في بغداد، وشاهدت كيف يتفاعل الفنان من الموصل مع الوسط والجنوب ويتعرفون على ثقافات بعضهم البعض، وهذا الشي يدل على نجاح التجربة من جهة، وإظهار الصورة الحقيقية للفنان العراقي المحب لموروثه الموسيقي من ناحية اخرى".

فرحة عراقيَّة
بدأت فعاليات الحفل من التراث الريفي "النمرود"، اذ أطرب الشاعر حسين ملا الجحيشي مسامع الحضور وشاركهم فرحتهم، وهم يهتفون للعراق وللموصل، تلك المحافظة التي تعرض جزء من تراثها إلى التهميش بمحاولة من الفنانين لإحياء هذا الموروث من جديد، مضيفا وجودهم أول أمس في البصرة واليوم في بغداد، ماهو الا لقاء مع الماضي الجميل والتمسك به من جديد يدا بيد مع إخوانهم في مختلف
المحافظات.
اما الفنان درويش محسن من سنجار فقد عبر عن اعجابه بتفاعل الجمهور مع ما قدمه من تراث السنجار المتمثل بالربابة والطنبورة ومشاركة الفنانين من الجنوب والغربية بتقديم الجوبي والخشابة لإيصال رسالة مفادها بأن الشعب العراقي محب للموسيقى، ومهتم بتراثه ونحن كفنانين من سنجار حاولنا التعرف على تراث البصرة والوسط وحفظ بعض من أغانيهم ، متمنيا من الجهات المعنية أن تدعم هكذا مشاريع
من شأنها أن تعرف الفنان أولا والمتلقي ثانية، بما يدور
في الوسط الفني من اعمال لا سيما التي تتعرض بعضها إلى النسيان
والاهمال.

مواهب وطاقات
فيما بيَّن كريم طارق طالب معهد الفنون الجميلة من البصرة أن مشاركته بتلك الأمسيات تمثل فرصة لتقديم موهبته إلى الجمهور، فانضمامه إلى فرقة الخشابة جعله يتدرب ويتمرن ليسير على خطى فنانين سبقوه، لاسيما هو يقدم تراث البصرة الذي يعشقه الجمهور في مختلف
البلدان.
قائد الفرقة الفنان انور ابو دراغ خلال تقديم ارتجالات على آلة الجوزة، ومقام "همايون" واغنية "النوم محرم" من التراث البغدادي أشار إلى أن وجوده كان لدعم الشباب المشاركين من مختلف الفرق، وضمن برنامج على خطى الموسيقى، يحاول ابو دراغ أن يصل إلى قلوب الناس، ويبين مواهب وطاقات شبابية مندثرة، مثلما يقول، ففي كل محافظة يزورها يترك بصمة موسيقية، ويتجول على جناح طائر السلام ويطوف البلدان، لينشد للجمال والابداع
والحياة.

دعم أكاديمي
من جانبه، عبر الدكتور دريد الخفاجي عن دواعي سروره بمشاركته في مشروع على خطى الموسيقى ولفترة معينة، كونه يستهدف اجراء مسوحات ميدانية على انماط الموروث الموسيقي في مختلف المناطق، لاسيما التي عانت الصراعات والنزاعات المسلحة وكذلك التعريف بالموروثات الموسيقية لمكونات وأقليات عراقية مثل الإيزيديين".
واضاف: في حفل اليوم تم اشراك شباب متدربين ومحبين للموروث الموسيقي من مناطق مختلفة، وحققوا شراكات بالعزف المنفرد من الجنوب والشمال، وهذا يشير إلى أن مؤسسة العمل للأمل بذلت جهودا كبيرة وحققت نجاحات ومستمرة بهذا
المجال".