بيدر البصري تغني للسلام من الجنوب إلى الشمال

ثقافة 2024/05/15
...

 بغداد: الصباح
 تصوير: الصباح

على الرغم من أنها طافت العديد من الدول الاوربية، الا انها تشعر بطعم خاصة لم تتذوقه سابقاً بالغناء بالعراق وأمام جمهورها، إذ زرع فيها والدها الملحن الكبير حميد البصري ووالدتها شوقية العطار حب العراق، كما زرعا فيها حب الفن.
وبعد غياب لمدة ربع قرن عادت الفنانة بيدر البصري إلى العراق وأحيت أكثرَ من حفل فني ناجح.
"الصباح" حضرت التمارين التي كانت تقام يوميا في مدرسة الموسيقى والباليه مع الفنانة بيدر البصري، بقيادة المايسترو علي خصاف قائلة:" قدمت أعمالا عربية وأخرى من التراث العراقي، الذي طالما شغل تفكيري، وكان بصحبتي طول رحلتي الفنية، التي بدأت مبكرا لأطوف بها الكثير من البلدان وأتعرف على أبرز ملحنيها  ومطربيها". ضمن زيارتها الأخيرة إلى العراق، أحيت الفنانة بيدر البصري، التي تقيم في هولندا فعاليات مهرجان بابل الدولي، الذي أقيم موخرا برفقة الفرقة السيمفونية العراقية وبعدها انتقلت إلى كردستان للمشاركة في حفل معرض الكتاب الذي أقيم  في اربيل.

ظروف ومعاناة
بيدر عبرت عن استغرابها بالظروف الصعبة، الذي يعمل بها اعضاء الفرقة والى ساعات متأخرة من الليل للخروج بعمل جميل وممتع، يضاهي ما موجود في دول العالم، مبينة مستوى الأداء مع الفرقة السيمفونية العراقية كان جيدا مقارنة بباقي الفرق، متحسرة على الاجواء التي يعمل بها الفنان العراقي، فهو يعاني الامرين الاول مادي والثاني معنوي وتلك الامور لا تعطي حافزا ليقدم ما عنده من امكانيات".
اما مشاركة البصري في اربيل، فعلّقت قائلة:" الغناء في أربيل يشبه التجوال في بستان يرسمه الربيع بوروده، ففي هذه المدينة يستمع الجميع إلى الموسيقى، كما يتنفسون، سروري كبير بمشاركتي في معرض أربيل الدولي للكتاب، وسعادتي لا توصف وأنا أقف بين الجماهير، وهي تتصفح الكتب وتردد معي  الأغنيات.

هدفٌ إنساني
البصري ولدت في العراق واكملت سنوات حياتها بالغربة تغني باللغات العربية والهولندية والفرنسية وعدة لغات اخرى، لا يزال حنينها إلى بلدها يجذبها ويلازمها في مختلف المحافل، أشارت إلى أن غيابها في آخر مرة دام اكثر من 25 عاما، وهذا البعد لا يتكرر، فهي تحاول أن تبقى متواصلا مع جمهورها في العراق وبهذا الصدد تستعد لتقديم ثلاثة أعمال برفقة الفرقة السيمفونية، جميها تخص التراث العراقي، الذي تحاول ان تعيده باسلوبها البصري وتسترجع كلمات تلك الأغاني إلى الذكرة العراقية.
تحرص بيدر دائما أن يحمل كل ما تقدمه هدفا إنسانيا، وأن ترى بلدها في أجمل صورة، دائما ما تتباهى أنها عراقية تقدم الفنون بحب وشغف،
وهذا عشق متورث، فوالدها الملحن حميد البصري ووالدتها الفنانة شوقية العطار زرعا هذا الحب في نفسها، وجعلها سفيرة تنشر الحب والسلام وتعرف بمفاصل العراق الفنية، فضلا عن الجوائز التي حصلت عليها جميعها إهداء إلى وطنها الأول، الذي طالما غمرها بالحب رغم البعد.

واجهةٌ فنيَّة
من جانبه، أشار المايسترو علي الخصاف إلى أن اختيار بيدر لمشاركته كمطربة مع الفرقة السيمفونية شيء مفرح،
لاسيما وهي تحاول أن تقدم الغناء العراقـــي الجميـــل الذي يبحث عنــه الجمهور.
موضحا مشاركتنا في هذا العام كانت مختلفة لوجود صوت عراقي مغترب، وهذا ما اعمل عليه في الوقت الحاضر، هو جذب الاصوات العراقية المغتربة إلى العراق، وجعلهم يشاركوننا تجاربهم العالمية، ويضيفون مواهبهم التي هي بالأصل عراقية، ولا بد من إرجاعها إلى أحضاننا والعمل عليها، حتى تكون واجهتنا في  الخارج.