76 عاماً على نكبة فلسطين.. التاريخ يعيد نفسه

قضايا عربية ودولية 2024/05/15
...

 القدس المحتلة: وكالات

تحل على الفلسطينيين، اليوم الأربعاء، الذكرى الـ76 لـ"النكبة" التي يحيونها هذا العام، وسط استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة منذ تشرين الأول الماضي، والذكرى هذا العام تتزامن مع أكبر عملية تهجير قسري منذ عقود تقوم به قوات الاحتلال لسكان غزة الذين يشكّل أكثر من 70بالمئة منهم أبناء وأحفاد الفلسطينيين المهجرين الذين شردتهم العصابات الصهيونية في العام 1948.
و"النكبة" مصطلح يوثق اليوم الذي أُعلن فيه قيام دولة الكيان الصهيوني "إسرائيل" على معظم الأراضي الفلسطينية بتاريخ 15 أيار 1948، ووفق تقرير حديث لجهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، قتلت إسرائيل 134 ألف فلسطيني في فلسطين منذ عام 1948، إضافة إلى تسجيل نحو مليون حالة اعتقال منذ "نكسة" 1967، حين احتلت إسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
وتحل الذكرى هذا العام وسط حرب إسرائيلية مدمرة في قطاع غزة، وأخرى في الضفة الغربية تستهدف في غالبها مخيمات شمالي الضفة، وليلة 14 / 15 أيار 1948، أعلنت إسرائيل قيام دولتها على أرض فلسطين، وكانت الولايات المتحدة أول المعترفين بها.
ولا يفصل الفلسطينيون بين النكبة، ووعد بلفور في 2 تشرين الثاني 1917، والذي تبنت بريطانيا عبره بشكل جدي "المشروع الصهيوني" وأعلنت إنشاء وطن قومي لليهود في أرض فلسطين، ويقول الفلسطينيون، إن بريطانيا بإصدارها الوعد، فتحت الباب على مصراعيه أمام اليهود للهجرة إلى فلسطين حتى عام 1948، وأسست للنكبة.
وبعد أقل من عقدين، احتلت إسرائيل ما تبقى من فلسطين وتحديداً الضفة الغربية بما فيها شرقي القدس وقطاع غزة، وأراضٍ عربية في لبنان وسوريا والأردن ومصر.
ووفق جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، شكلت أحداث النكبة وما تلاها من تهجير مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، نظراً لما صاحبها من طرد لشعب بكامله وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه.
ويشير "الإحصاء الفلسطيني" في تقرير يوم الأحد الماضي، إلى أن النكبة أسفرت عن تشريد ما يزيد على مليون فلسطيني من أصل 1.4 مليون كانوا يقيمون في 1300 قرية ومدينة عام 1948، إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، فضلاً عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال.
وسيطرت إسرائيل في حينه على 774 قرية ومدينة فلسطينية، 531 منها تم تدميرها بالكامل، بينما تم إخضاع المتبقية إلى الاحتلال وقوانينه. ووفق التقرير الفلسطيني "صاحب عملية التطهير اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني".
وفي النكبة أقيمت دويلة "إسرائيل" اللقيطة على أكثر من 85 بالمئة من مساحة فلسطين التاريخية البالغة قرابة 27 ألف كيلومتر مربع.
ويذكر جهاز الإحصاء المركزي أن "عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم بلغ 14.63 مليون نسمة في نهاية عام 2023"، مشيراً إلى "تضاعف عدد الفلسطينيين نحو 10 مرات منذ أحداث نكبة 1948".
ويوضح أن الفلسطينيين يتوزعون في أنحاء العالم على النحو التالي: "5 ملايين و500 ألف فـي دولة فلسطين (الضفة الغربية بما فيها القدس وغزة)، وحوالي مليون و750 ألفاً في أراضي 1948 (دويلة إسرائيل)، بينما بلغ عدد الفلسطينيين في الدول العربية حوالي 6 ملايين و560 ألفاً، وحوالي 772 ألفاً في الدول الأجنبية".
ومنذ أحداث النكبة 1948 وحتى الوقت الراهن، تستمر سياسات الاعتقال الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، ويذكر جهاز الإحصاء المركزي الرسمي أنه تم تسجيل أكثر من مليون حالة اعتقال منذ عام 1967، مشيراً إلى وجود نحو 9 آلاف و400 أسير حالياً في سجون إسرائيل.
على الصعيد الاستيطاني، يشير التقرير الفلسطيني إلى أن "عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية بلغ نهاية عام 2022 في الضفة الغربية 483 موقعاً، منها 151 مستعمرة (مستوطنة) و25 بؤرة مأهولة تم اعتبارها كأحياء تابعة لمستعمرات قائمة"، كما يتحدث عن "163 بؤرة استعمارية، و144 موقعاً آخر يصنف مناطق صناعية أو سياحية أو خدماتية ومعسكرات للجيش". وقال "الإحصاء الفلسطيني" إن عدد المستوطنين في الضفة الغربية "بلغ 745 ألفاً و467، وذلك في نهاية عام 2022، معظمهم يسكنون محافظة القدس بواقع 336 ألفاً و272 مستعمراً". وتحل ذكرى النكبة بينما يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المدمرة على غزة منذ 7 تشرين الأول 2023، مخلفاً عشرات آلاف الشهداء والجرحى من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين. ويقول جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني في تقريره، إن خسائر قطاع غزة المباشرة جراء الحرب الإسرائيلية الحالية بلغت نحو "30 مليار دولار"، مشيراً إلى "تدمير أكثر من 31 ألف مبنى، وتضرر حوالي 17 ألف مبنى بشكل كبير، و41 ألف مبنى بشكل متوسط".
وبموازاة حربه على غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي عملياته بالضفة، مخلفاً 498 شهيداً ونحو 5 آلاف جريح منذ 7 تشرين الأول، إضافة إلى آلاف الاعتقالات، وفق معطيات وزارة الصحة الفلسطينية. ويشير "الإحصاء المركزي" إلى أن إسرائيل "قامت خلال عام 2023 بهدم وتدمير ما يزيد عن 659 مبنى ومنشأة بالضفة الغربية" وأصدرت "1333 أمر هدم لمنشآت فلسطينية بحجة عدم الترخيص".
في غضون ذلك، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن 423 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى بمدينة القدس صباح أمس الثلاثاء، وبحراسة الشرطة الإسرائيلية التي قيدت دخول المسلمين إليه.
وأضافت دائرة الأوقاف (تتبع للأردن)، وهي الجهة المسؤولة عن إدارة شؤون المسجد، أن 423 مستوطناً اقتحموا الأقصى، فيما رفع بعضهم علم إسرائيل 4 مرات.
وأشارت إلى "منع الكثير من المسلمين من جميع الأعمار من الدخول للمسجد الأقصى، وتم إخراج شباب وإناث من ساحات المسجد من قبل أحد الضباط بدون أي سبب".
وفي وقت سابق الثلاثاء، نشرت منظمة "بيادينو" اليمينية الإسرائيلية المتطرفة على شبكات التواصل، مقطع فيديو لمستوطن وهو يرفع علم الاحتلال خلال اقتحام المسجد الأقصى بمناسبة ما يسمى"بيوم الاستقلال".
وسبق للمنظمة التي تشجع الاقتحامات للمسجد الأقصى وتدعو إلى "إقامة الهيكل"، أن دعت طوال الأسبوعين الماضيين لرفع العلم الإسرائيلي خلال الاقتحامات تزامناً مع ذكرى ما يسمى بـ"يوم الاستقلال" والتي تسبق بيوم واحد ذكرى "النكبة الفلسطينية".