هناء العبودي
أقام منتدى المرأة الثقافي في بغداد مدينة الإبداع الأدبي - اليونسكو جلسة حوارية بعنوان "المرأة في شعر السياب" للدكتورة فرح غانم صالح الأستاذة في كلية التربية للبنات في جامعة بغداد. تحدثت خلالها عن دور المرأة أما وحبيبة وزوجة في حياة السياب، على قاعة ستي في بيت الحكمة.
بداية تحدثت الدكتورة فرح في الجلسة التي ادارتها مديرة المنتدى ميادة المبارك عن طفولة السياب، وكيف عاش يتيم الأم في عمر مبكر، تربى في كنف جدته أمينة، لذلك أصبح لديه شغف للحب والحنان ومنذ ذلك الوقت بدأت رحلته مع المرأة والحب.
ومن المعروف عن السياب بأنه رائد الشعر الحر والرغبة في التحرر من القيد والتمرد على القوالب التقليدية. ففي الاسترسال تخلق الدراما بواسطة رمز أو أسطورة ليعبر عن مشاعره برسالة ضد السلطة أو أمر يخص التغيير. كما فعل الرصافي والزهاوي في تغيير واقع المرأة في التحرر والتعلم.
وتتميز قصائد السياب بجرأة لغة الجسد أولا، وإلحاح الزوجة في مرحلة المرض، ثانيا. فقد ضل الشاعر يعاني من الحرمان العاطفي إلى أن مات. وفي نص السياب "ازهار ذابلة، شناشيل، مطر مطر مطر" إذ كان يهتم بأمور كثيرة ليس فقط غرائزه بالدرجة الأولى وإنما الانتقال إلى زمن الرجولة، فهو شاعر حساس بقي متعطشا لقضايا الحرمان.
السياب يبحث عن حبيبة خيالية ويضع لها رتوشا، وفي صور النساء يقول "هذه حبيبتي" ويدخل في العلاقة ويحدث اصطدام ويشعر الشاعر ما لا يشعر به غيره، مثلا قصيدة "مطر مطر مطر" فيها ثلاث دلالات "الوطن، البحث عن الحقيقة، الام".
وقد تناول السياب المرأة "المستحيلة والمتاحة والمومس والمضطهدة"، وعاش أيضا العذاب الأيوبي واتخذ من النبي أيوب وسيلة تمرير لرسالة ما.
واسترسلت د. فرح غانم صالح في حديثها عن نواح عديدة من حياته وأشعاره وقد حضر الجلسة جمع غفير من رواد الأدب والشعر والمهتمين الذين اغنوها بمداخلات قيمة بهذا الشأن.