جولة تراخيص عاطفيَّة

الصفحة الاخيرة 2024/05/19
...

  بغداد: محمد إسماعيل

توجهت أمس الأول، من بيتنا في البلديات الى وزارة النفط؛ لحضور جولتي التراخيص الخامسة والسادسة، إذ سيقف خبير تسويقي للنفط فوق منصّة المزايدات، وبيده مطرقة يضرب بها على قطعة خشب دائرية.. أنيقة، منادياً بأسماء الحقول المعروضة والشركات تزايد.
عند وصولي وجدت أجواءً لا تبتعد كثيراً عن مخيلتي، إذ اصطف رهطاً من خبراء على مسرح القاعة الرئيسة، مشكلين لجنة يرأسها وزير النفط  حيان عبدالغني عبدالزهرة السواد، يقود الجولة برعاية رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، تحت شعار "الاستثمار الأمثل للثروة النفطية والغازية" على مدى ثلاثة أيام، تواصلت خلالها.. ملء القاعة وجوه عربية وأجنبية متشبعة بألفاظ عربية ذات لكنة جميلة.
عريف الجلسة الناطق عن الوزارة عاصم جهاد، قال: عرضنا مجموعة من تسعة وعشرين حقلاً ورقعة استكشافية في اثنتي عشرة محافظة؛ لتعظيم الإنتاج، بمطابقة مقدار الربح الذي تتوخاه الشركة المتقدمة مع المبلغ المقرر من الوزارة، مؤكداً: وهي رسالة جاذبة للاستثمار في العراق بشفافية؛ ما ينعكس إيجاباً على المحافظات بتوفير فرص عمل وفوائد جمة.
افتتح الجولة الوزير السواد، متبسطاً: صبحكم الله بالخير.. الجولة حافلة بالإحالات، معظم الرقع غازية؛ لأن العراق بحاجة لسد الحاجة المحلية من الغاز، ووقف الاستيراد.. اكتفاءً يليه تصدير.
وتداعت الحقول انثيالاً من حقل الخليصيّة الغازي في الرمادي.. يحادد سوريا، الى حقل الشهابيَّة في ميسان.. مشترك مع إيران، مروراً بالحقول المعرضة كافة تحادد الجيران!
الآليَّة تنساب قريباً من أجواء المزاد التي تخيلتها.. يعلن الوزير عن الحقل، ويعرف به عاصم جهاد.. صوتاً، مع كتابة كبيرة على أربع شاشات، ويُمنح المتنافسون خمس عشرة دقيقة لتقديم العطاءات.
تداعت مشاعري عن الآفاق الجماليَّة لمستقبل النفط، والعتلات والأبراج والسرابس الجبارة التي ستتحرك على الأرض في الصحارى والفلوات حيث الهجير اللافح حرقاً، لتنفيذ مفردات هذه الجلسة التي تجري تحت تكييف يتخلله عصير بارد.