أمير البركاوي
خلق الله الإنسان بأحسن تقويم، فيما كونهم من ذكر وأنثى بفطرة إنسانية، غايتها التكاثر ومنع الانقراض، في حين نرى تكرار مخالفة هذه الفطرة من انحراف وشذوذ في بعض سلوك البشرية، إذ إن التحرش بالاطفال وما ينتج عن الاعتداء الجنسي عليهم من آثار نفسية مدمرة، وتبعات ترافقهم لسنوات، وممكن أن تؤدي بالضحية إلى الإدمان على المخدرات أو حتى الوصول إلى الانتحار.
مسببات
الباحثة الاجتماعية سوزان حميد مجيد تبيِّن لـ(الصباح)، أن "عزوف الشباب عن الزواج وانتشارهم في الشارع وعلى المقاهي يساهم في انتشار ظاهرة التحرش أو اغتصاب الأطفال، فضلا عن قلة الوازع الديني لديهم، وضعف الانتماء القيمي والثقافة لديهم مما يتيح لهم كل الأعمال غير الأخلاقية".
وتتابع، مجيد "يتأثر الطفل نفسيا وجسديا اذا ما تعرض إلى هذه الحالة، إذ يبقى الأثر النفسي مصاحبا له على مدى الحياة، ويؤدي إلى العنف والاكتئاب، وقد يصل بالبعض إلى الانتحار عند عمر المراهقة".
فيما تؤكد، أنه "يجب أن تنتشر ثقافة التوعية بهذه الظاهر عند الأمهات والأطفال، وتعليمهم بضرورة اخذ الحيطة والتعامل بالسلوك الصحيح، دون الخوف من المتحرش وتفعيل الرادع القانوني".
ردع قانوني ولكن
اما المحامي ماجد الحسناوي فقال، إن "القانون يعاقب كل من ارتكب جريمة التحرش واغتصاب الأطفال، إذ تنطبق عليه المادة (393) والتي تنص على أنه (يعاقب بالسجن المؤبد أو المؤقت كل من واقع أنثى بغير رضاها أو لاط بذكر أو أنثى بغير رضاهما)".
ويكمل، "ويعتبر ظرفا مشددا إاذا كان من وقعت عليه الجريمة، لم يبلغ 18 سنة، واذا كان الجاني من أقارب المجني عليه إلى الدرجة الثالثة، أو إذا ساهم بالفعل اكثر من شخص للتغلب على المجني عليه المتولين على تربيته، أو له سلطة عليه كخادم مثلا، واذا كان الفاعل من الموظفين أو رجال دين واستغل مركزه أو مهنته، فضلا عن أنه إذا ساهم بالفعل شخصان أو اكثر للتغلب على المجني عليه".
قبح
يقول أستاذ الفكر الإسلامي والتدريسي في جامعة الشطرة الدكتور احمد حسن قاسم، إن "الله خلق الإنسان وأودعه الفطرة التي تنسجم مع الذوق العام، والفطرة هي واحدة مهما اختلف الإنسان لونه وطبعه وثقافته ولغته، وقد عبر الله تعالى بقوله: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم : 30]".
وبين، انه "من مصاديق الفطرة أن يحترم الصغير الكبير وان يعطف الكبير على الصغير وغيرها، فما يحدث من اعتداء على الصغار وتحرش بهم، هو خروج عن الفطرة الانسانية التي جُبل عليها الانسان، وهما في حقيقتهما مرض نفسي ينبغي أن يعالج فاعله في المصحات، لأنه فعل يخرج به عن طور الانسانية بل عن الحيوانية، كذلك فالحيوان يأبى هذا الفعل مع أبناء جنسه، فنجد الحيوان الكاسر يعطف على صغاره ويقاتل من أجلهم في استحصال الطعام، فلا يعتدي عليهم بالمرة".
ويشير قاسم، إلى أن "هذا الفعل لا يمت للإنسانية باي صلة، بصرف النظر عن فاعله، لأن الحسن ما حسَّنه العقل والقبيح ما قبَّحه العقل، وهذا الفعل يقبَّحه العقل قبل الأديان".
بينما يرى الشاعر الشعبي عباس الخاقاني، أن "هذه الظاهرة غير أخلاقية من بعض أصحاب النفوس الضعيفة، وذلك يعود لعدم وجود محاسبة كافية، لمن يقوم بهكذا أعمال مشينة بالآداب والأخلاق، حيث إنه من أمن العقاب أساء الأدب، ويجب سن قانون أو تفعيل الرقابة الاخلاقية للحد من هذه الظاهرة غير الأخلاقية والمنافية للدين
الإسلامي".
ومن وجهة نظر الخاقاني، فإن اسباب التحرش الجنسي بالأطفال هو الادمان على الحبوب المخدرة وغياب المحاسبة من قبل الدولة والجهات
المختصة".
الطالب الجامعي باقر العربي بين، أن "الحل الوحيد لمنع تعرض الأطفال للتحرش هو الرعاية المشتركة من الأم والأب، ومتابعة أصدقائهم وتعزيز دور المعلم، وعدم الاختلاط مع أولاد مجهولي التربية، ومراقبة الأجهزة اللوحية ومعرفة مع من يتبادل الرسائل مع ابنه، ومن هم أصدقاؤه في مواقع التواصل
الاجتماعي".