وداعيةُ الفتى الأزرق

ثقافة 2024/05/20
...

  محمد حسن السامرائي


بوسعي

أن أمد يدي أخيراً

وأن ألقي على جسدي الوداعا

لقد ضاقت 

خياراتي كثيراً

وصار الموتُ أكثرها اتساعا

على جرفِ الحياةِ 

تركت قلباً

إذا مسَّته أغنية تداعى

عن الصبحِ القريبِ 

أنا بعيدٌ

وعن قمرٍ 

أضيءُ له الضياعا

أعودُ إلى الفراغِ أجرُّ وهماً

من العمرِ الذي في الريحِ 

ضاعا

أعودُ إلى اندلاعٍ في ضميري

إذا أطفأته 

زادَ اندلاعا

وداعاً للغيوم 

إذا أرادت

معانقتي 

سأمنحها ذراعا

وداعا للقواربِ 

إن تمنت

مغادرتي 

سأهديها شراعا

وداعاً للفَراشِ 

وجدت ضوءا

سأقصده 

ليمنحني شعاعا

وداعا  للطيورِ تركت روحي 

مواربة، لتهجرني تباعا

وداعا لي،

فقد أحتاج زهواً

لأبدو أكثر الموتى التماعا

أخيراً 

أترك المعنى وحيداً

ليتركني وحيداً ما استطاعا

وأفتحُ للغياب حقول حزني

ليطعم من سنابلها الجياعا.