شادي عبد السلام صاحب {المومياء}

ثقافة 2024/05/20
...

علي حمود الحسن
الحياة الحافلة لشادي عبد السلام، أحد عباقرة السينما المصريَّة وعلامتها الفارقة، هي موضوعة الكتاب الالكتروني المعنون بـ " شادي عبد السلام صاحب المومياء"للناقد السينمائي حسن حداد، الصادر ضمن سلسلة سينماتك في أيار الحالي.. عبد السلام (1930 - 1986) المخرج متعدد المواهب، المسكون بالتاريخ المصري القديم، فهو مصمم ملابس وديكورات ورسام وكاتب سيناريو، فضلاً عن تخصصه في الهندسة المعماريَّة.. درس المسرح في لندن وتخرَّج من كلية الفنون الجميلة المصريَّة العام 1955، عمل مساعد مخرج في عدد من الأفلام الأجنبيّة والعربيّة، أشهرها فيلم "الحضارة" للمخرج الايطالي الشهير روبرتو روسيليني، كما نفذ عشرات الديكورات والمناظر والأزياء لعدد من الأفلام العربيّة منها "واسلاماه" و "الناصر صلاح الدين" وغيرها، أخرج أفلاما قصيرة أبرزها: "شكاوى الفلاح الفصيح"، و"آفاق"، و"جيوش الشمس"، فضلاً عن إخراجه لفيلم الوثائقي بعنوان "الكرسي" العام 1982 الذي يحكي عن ترميم كرسي توت عنخ آمون.. وعمل شادي لمدة خمسة عشر عاماً على سيناريو فيلم "إخناتون"، الذي أكمله وصور لقطاته فوتوغرافياً، لكنّه لم يجد ممولاً فمات دون أن 

يحققه.

 ضمَّ الكتاب، الذي صمم غلافه وأخرجه فنياً مؤلفه حسن حداد، اهداءً لابنته علا حداد التي وصفها بأنّها "وردة القلب وعلاج عزلتي"، ثم مقدمة بقلم الكاتبة والناقدة المصريَّة ناهد سمير ذكرت فيها: "أن المخرج شادي عبد السلام وفيلمه الفريد المومياء، المنتج في العام 1969، ما زال محط إعجاب ومادة حيويَّة للنقد والتحليل، وهذا ما فعله الناقد والباحث حسن حداد بعد 38 عاماً على رحيل شادي عبد السلام، من خلال كتابه: "شادي عبد السلام صاحب المومياء"، ليشكل إضاءة جديدة على فيلم، هو أصلا مضيء وتجربة مخرج يحظى بمكانة وتقدير كبيرين، إذ سعى حداد الى توثيق تجربة عبد السلام بأسلوب يركن الى تحليلها، بطريقة فيها شيء من التحريض على إعادة مشاهدة أفلام عبد السلام، بعدها يدخلنا المؤلف الى الحياة الحافلة لهذا المخرج المتفرّد بدءاً من اشتغالاته في التصميم والديكور وانتهاءً بإخراج فيلمه الفريد المومياء الذي كرّس له أكثر من  13 صفحة ضمّت العديد من المحاولات لإنتاج فيلمه الذي لا يكرّر، وقتها كان شادي عبد السلام يعمل مساعد مخرج للمخرج الإيطالي الكبير روسوليني، الذي قرأ باهتمام سيناريو شادي عبد السلام "المومياء" فتحمَّس له روسوليني، وقال لشادي ما الذي يمنع من تنفيذه، قال لا يوجد تمويل فأخذه الى وزير الثقافة المصري، فكان وجود المخرج الشهير تزكية لكي يموّل 

الفيلم.

 وثق المؤلف آراء نقّاد وصنّاع سينما قيّموا الفيلم وأشادوا به من خلال  فصل بعنوان "قالوا في المومياء"، فمثلا كتبت الفايننشال تايمز: "شادي عبد السلام أول مخرج مصري يصل الى العالميَّة"، وقال الناقد السينمائي الإيطالي بوجو كاسيراجي: "أنتجت السينما المصريَّة أكثر من ثلاثة آلاف فليم جميعها لم تبنِ لنفسها شخصيّة حتى جاء فارسُها شادي عبد السلام"، من جهته صرَّح الناقد الإنكليزي جون راتسل تايلور بأنَّ المومياء: "أهم فيلم خرج من القارة الافريقيَّة"، ومن العناوين اللافتة في الكتاب: "بروفايل"، و "ما بعد المومياء"، وجوائز حصل عليها الفيلم، فضلاً عن "ملتميديا": لينكات أفلام ومواقع وصور شادي عبد السلام، التي شغلت الحيز الأكبر من 

الكتاب.