بغداد: رشا عباس 

 تصوير: نهاد العزاوي

في ذكرى أربعينية الملحن الراحل كوكب حمزة، اقام عدد من الفنانين العراقيين بالتعاون مع مركز افريست للاعلام، حفلا تابينيا لاستذكار أبرز محطاته، لا سيما الذي قضاها في الغربة ومعاناته، وهو يناضل من اجل الحرية.

تحدث الفنان قاسم ماجد بكلمات ممزوجة بالحزن قائلا:" ارتأينا ألا تمر أربعينية كوكب حمزة دون اقامة حفل يليق به كفنان ومناضل قارع الدكتاتورية وتحمل غربة ومنفى، فالفنان الراحل من محدثي الاغنية العراقية، لا سيما في فترة السبعينيات، اكتشف العديد من الأصوات الغنائية خلال مشواره، ما جعل النقاد يطلقون عليه لقب "مكتشف النجوم" ومن الأصوات التي اكتشفها حسين نعمة، وستار جبار، وسعدون جابر، وعلي رشيد، كما قدم المطربة المغربية أسما لمنور لأول مرة للجمهور، ولحن لها أغنية "دموع إيزيس" في العام 1997، كلمات الشاعر المصري الراحل أحمد فؤاد نجم .

واضاف: ارتبطت ألحان حمزة بأسماء العديد من المطربين في العراق والمنطقة العربية، ومنهم المغنية السورية أصالة نصري في بدايتها، والمغني الكويتي عبد الله الرويشد، إلى جانب مائدة نزهت وسعدون جابر، وفؤاد سالم وحسين نعمة وفاضل عواد، وغيرهم.. على الرغم من هجرته خارج الوطن، إلا أن اعماله استمرت فالموت غيب جسده، لكن اعماله تبقى خالدة في الذاكرة العراقية من جهة ودرس يتعلم منه الاجيال المقبلة ناحية اخرى.

كوكب حمزة ولد في محافظة بابل ودرس في معهد الفنون الجميلة ببغداد، بدأ مشواره كمدرس بالناصرية والبصرة، وفي منتصف ستينيات القرن الماضي، شارك عازفا مع الفرقة البصرية، وقدم في بداياته مقطوعة موسيقية بعنوان "آمال" ، لحن أغنية "مر بيه" من كلمات طارق ياسين، وسجلتها بصوتها المطربة غادة سالم في إذاعة بغداد، لكنها لم تحقق النجاح، فقرر تقديم أعمال تتميز بالحداثة، لكن بأدوات قديمة بحسب الدكتور جواد محسن، مبينا كوكب يمثل احد القامات المهمة في لحنية العراقية اسس مع طالب القره غولي ومحسن فرحان ومحمد جواد اموري أغنية جديدة مختلفة، هذا الجيل اكثرهم من الجنوب كانوا محملين بالحزن والفجيعة استطاعوا ان يزاوجوا بين اللحنية البغدادية والوجع الجنوبي، لذلك كانوا محملين بعبئ ثقافي ومتنامي عندما جاءوا إلى بغداد امتزجت افكارهم الجنوبية بالمدينة، لذلك اسسوا لنمط غنائي لحني كبير كان بمستوى تجاوزت اللحنية المصرية". واوضح محسن الابداع كان لدى حمزة منقطع النظير في فترة معينة، عندما رأى الاسوار تضيق به اختار المنفى، لكن مشكلة، المبدع العراقي في الخارج يكتسب الحرية ويفقد الابداع لم يستطع أن يحقق نفس المنجز الذي حققه داخل بلده.

من جانبه، عتب الفنان علي ناجي على نقابة الفنانين لإهمال حدث كان من المفترض أن يرعى بشكل رسمي، كبقية الفنانين الذي حظوا بتشييع رسمي ومجلس عزاء مهيب، يحضر عائلة الراحل مع محبيه وهو بمثابة تقدير وعرفان يقدم للفنان، متمنيا من الجهات المعنية أن تنظر إلى أصحاب الإنجازات وتكرمهم سواء أحياء أو أموات وتعطي حقوقهم المعنوية على الاقل. 

وفي الختام، عبر الدكتورعقيل مهدي عن تقديره إلى مركز افريست لمواكبته دعم الفنان من مختلف الأصناف، لاسيما إحياء اربعينية الفنان كوكب حمزة الذي ننتظرها لنخرج الحزن بداخلنا، فكوكب نجم لايتكرر كان شجاعا في الدفاع عن الفن 

والوطن.