أحمد عبد الحسين
ترقّب في إسرائيل وحذر من عزم الأمم المتحدة على إدراج اسم نتنياهو في قائمة "العار"، وهي مخصصة لقتلة الأطفال.
أغلب من قتلتهم "إسرائيل" في هذه الحرب هم أطفال. والأمر ليس مصادفة أو خبط عشواء. تابعتُ منذ بدء العدوان الصهيوني تصريحات مسؤوليهم من الصقور "إذا صدّقنا أن في الصهاينة حمائم" وأغلبها تحثّ على استهداف الأطفال بعبارات من قبيل "حتى أطفالهم". ومنذ الثمانينات؛ في ذروة انتفاضة الحجارة كان جنود الاحتلال يتعمدون القبض على الأطفال حصراً وتكسير أياديهم أمام الكاميرات أو إطلاق النار على أطرافهم السفلى. ومشهورة جداً مقولة غولدامائير: أتعس ساعة لي الساعة التي يولد فيها طفل فلسطيني.
قتلُ الأطفال وتعذيبهم طقس صهيونيّ قديم. تجدونه في المزمور 137 من التوراة "يا بنت بابل المخربة. طوبى لمن يمسك أطفالكِ ويضرب بهم الصخرة". وفي سفر إشعيا "وتحطّمُ أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نسائهم"، وفي سفر العدد "فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال"، وفي سفر صموئيل الأول "اقتل رجلاً وامرأة، طفلاً ورضيعاً".
الحيوانية التي يتعاطى بها جيش الاحتلال مع أهالي فلسطين، حيوانية مقدسة، فهي أقرب إلى الشعيرة الواجبة منها إلى غضب أو انتقام.
وتعاليم كهذه توجب قتل الأطفال، صارتْ عرفاً عند المتصهينين حتى من غير اليهود، فهناك في أميركا على وجه الخصوص صهاينة لكنهم مسيحيون، على غرار مرشحة الرئاسة الأميركية "نيكي هيلي" التي انتشرتْ لها صورٌ أمس وهي تكتب على الصواريخ الإسرائيلية المعدّة لضرب أهالي رفح، هذه العبارة التي تبدو كأنها مستلة من كتبهم المقدسة: "اقضوا عليهم جميعاً".
إسرائيل لا تنتظر إذناً من نيكي هيلي لتفتك بالأطفال، فلديها ترسانة كاملة من الصواريخ ومن النصوص المقدسة التي تحثهم على ذلك، لكنّ كيلي أرادتْ أن تحوز شرف تسجيل اسمها في هذه القائمة، قائمة العار.
نتنياهو "لسخرية القدر فإن اسمه يعني هبة الله" ومن معه لا يباشرون عملاً سياسياً أو عسكرياً. هم أقرب ما يكونون لرجال أوصياء متعهدين بتنفيذ أوامر كتب قديمة تكره السلام بقدر كراهيتها لمرأى الأطفال.
العار وحده سيكون عنواناً لقتلة الأطفال هؤلاء.