يسرا خديدا ترعى الأطفال وتعلّمهم بالمجان

ولد وبنت 2024/06/03
...

 ليث حسين 

في حي النصر بقضاء سنجار، غرب محافظة نينوى، تتحدى يسرا خديدا، 24 عاما، قسوة الواقع، وتوقد شمعة أمل في عيون الأطفال. فقبل سبعة أشهر بالضبط، افتتحت هذه الشابة روضة مجانية، لأطفال منطقتها غاية في توفير بيئة تعليميَّة آمنة وداعمة لهم، بعد أن لاحظت نقص المؤسسات التعليميَّة وحاجة المنطقة لِمكان يقدم الرعاية لأطفالها.

وجدت أنّ مستوى التعليم غير جيد، والأطفال بحاجة الى رعاية أكثر، فضلاً عن عدم وجود مكان مناسب للأطفال في المنطقة، فَقرّرت أن أفتتح الروضة لاستقبال الأطفال بشكل مجاني، “تقول يسرى في إشارة إلى أهمية توفير بيئة تعليميَّة مناسبة للأطفال.

لم تمنعها قلة الموارد الماليَّة ولا الوضع الأمني المُعقد في منطقة سنجار من الاستمرار في تحقيق حلمها. 

إذ نجحت يسرا برغم الصعوبات والتحديات التي واجهتها، في إنشاء مكان آمن للأطفال، توفّر فيه مختلف الأنشطة التعليميّة والترفيهيّة التي تساعدهم على التعلم والتطور.

تعد روضة يسرا مشروعًا مُلهمًا، حيث تُقدم لِأطفال المنطقة فرصة لحياة أفضل عبر خلق بيئة تعليميَّة مُثمرة بفضل جهودها وِالتزامها. 

كما وتُشهد الروضة تحسنًا ملحوظًا في مستوى تعلّم أطفالها، إذ حقق الكثير منهم نتائج جيدة في الدراسة بعد انقضاء مرحلة الروضة.

كما تضيف يسرا وهي تعبر عن فخرها بِأداء أطفال روضتها، “أشعر بسعادة كبيرة كلما تابعت ورأيت تحسّن مستوى طلبتي في المدرسة هذا العام، إنّ معظمهم حصلوا على معدلات مرتفعة وتم تصنيفهم من ضمن الأوائل”. 

ولم تقف يسرا عند هذا الحد، بل أطلقت دورة لتعلّم اللغة الإنجليزية خلال موسم العطلة الصيفيَّة ليصبح الأطفال أكثر تأهيلًا لمستقبل 

أفضل.

 “نسعى إلى تعليمهم الحروف والكلمات الأساسية مثل التحية والأيام والشهور، كما ونعرض لهم فيلما أسبوعيا لتعزيز تعليمهم للغة”، تشرح يسرا في اشارة الى أهمية تعليم اللغة الإنجليزية لأطفال المدينة.

يُعد مشروع روضة يسرا إنجازًا رائعًا في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها مدينة سنجار. 

وِتُظهر هذه الروضة قدرة الشباب على صناعة الفرق وتحقيق الحلم رغم وجود عقبات كثيرة. 

وتظهر روضة يسرا على أنّ الآمال تُمكنها من إعادة بناء المستقبل وتُعطي الأمل لأجيال مقبلة.