حيدر زوير
فكرة ُ الذكاءِ الاصطناعي هي فكرة ُالدماغ، لكنهُ دماغٌ آلي وليس خلّاَقاً، وآلية الذكاءِ الاصطناعي AI، هي ثورةٌ نظريّةٌ وعملية ٌفي قطاعاتِ الحياة كافة، وهنا علينا أن نفككَ هذهِ الآلية: إذا كان البناءُ الرئيسُ للذكاءِ الاصطناعي يقومُ على قدرةِ جمعِ تراثٍ ما في مكانٍ واحدٍ، ومن ثم قُدرة استعمالِ هذا التراث في العملِ، فالبحثُ يدورُ أولاً في مساهمةِ عمليتي الجمع ِ والاستعمال، وينبغي هنا كذلك وضعُ تصنيفٍ لميدانِ العملِ استناداً الى المُغايراتِ الطبيعاتية
ولنعطي مثالين في مجالين مختلفين:
الأولُ: لو جُمِعَ التراثُ النظريُ والتطبيقيُ لعلم ِالطبِ الباطِني، وجاءَ مريضٌ يعاني من مرضٍ ما في بطنِهِ، سيحصلُ على تشخيصٍ ورأيٍ علاجيٍ ناتجٍ عن تراثِ الطب ِ الباطني لمئاتِ أو يمكنُ حتى لآلافِ السنين.
الثاني: لو جُمِعَ التراثُ العلميُ في الثقافةِ والمجتمعِ، وقدمنَا التحدياتِ والمشكلاتِ لمجتمع ٍوثقافةٍ ما، سنحصلُ على تحليلاتٍ ومعالجاتٍ مستندةٍ الى المدارسِ والاتجاهاتِ والمناهج ِ والنظرياتِ الاجتماعيةِ والثقافيةِ كافة.
وهكذا في مجالاتِ التعليمِ والأمن ِوالاقتصادِ والصناعةِ والزراعةِ...والخ، هذا مايقولُ الذكاءُ الاصطناعيُ أنهُ قادرٌ على القيام ِبه، وعلينا على وفق هذا أن نناقشَ عولمةِ البيانات Data وخصوصيتها التي أسميها التراث، والبحثُ بشكلٍ مركزٍ بـ" كيفية استعمال" هذا التراث Data... هل علينا أن نُسهمَ في وضعِ تراث Data عالميةٍ واحدةٍ، تشكلُ مرجعاً للذكاءِ الاصطناعي متاحاً لكلِ الثقافاتِ تستفيدُ منه، وهل هذا ممكنٌ عبرَ العملِ مع المنظماتِ الدولية؟
مؤكدٌ أنَّ عالمية َ الذكاءِ الاصطناعي تنحصرُ بما هو ليسَ وطنياً ومحلياً، وما هو أهمُّ هل هو ممكنٌ وفقَاً لمعادلاتِ الهيمنةِ المعلوماتيةِ ؟
والجانبُ الآخرُ والذي لايقلُّ أهمية ًعن جنسِ التراثِ الذي يشكلُ فاهمة َالذكاءِ الاصطناعي، هو " كيفية ُاستعمال ِهذا التراث" ؟ فمهما بدا أنَّ عملية َالاستعمال ِهذهِ آلية ٌومحايدة ٌ، فمؤكدٌ أنَّ سياقَ الفعلِ التقني يكشفُ الجهوية َ الحضارية َ والسياسية َ لها.
وعليهِ على العراقيين العاملين في هذه المجالاتِ مسؤولية ُ النضالِ للمساهمةِ الفاعلةِ في تشكيلِ تراثٍ عالمي ٍ يشكلُ مرجعاً للذكاءِ الإصطناعي في المجالاتِ العابرةِ للخصوصيةِ الثقافيةِ والوطنيةِ، يتم ذلك عبرَ العمل ِمع المنظماتِ الدولية،
وفي جانبٍ آخر النضالُ لوضع ِ تطبيقاتٍ محليةٍ فنيةٍ في مجالاتِ العمل ِ المختلفةِ، تقومُ على بناءٍ خاص ٍ بالمؤسسات ِ الوطنيةِ العراقيةِ، وهذا لن يتمَّ إلا عبرَ بناءٍ متخصص ٍ في هذا العملِ، لذا صارَ لزاماً التفكيرُ والعملُ جديّاً في تأسيسِ هيئةٍ أو تضمينِ إحدى الهيئاتِ أو الوزاراتِ لمؤسسةٍ متخصصةٍ في الذكاءِ الاصطناعي