حسن عبد راضي
وما زال ينقصُني كي أرمّمَ هذا الزمانَ
زمانٌ كثيرْ
يدبُّ على جسدي غبشٌ طاعنٌ
وفناءٌ ضريرْ
وأعلم أنَّ الطبيعةَ غَرثى
وأنّي أعيرُ الطيورَ رياحًا،
ولكنّها لا تطيرْ
تدوسُ على الشوكِ رجلي وتَدمَى
وأهتفُ: يا مَعشرَ الشوكِ..
أحدُنا كان أعمى
وأحدُنا ظنّ هذا السرابَ حياةً فأومى
فيا للخطى، وهي شمعٌ يذوبْ
ويا للندوبْ
أقولُ لكأسِ الزوالِ التي في يدي: أنت حرةْ
خذي ما استطعتِ من الخُيَلاءْ
خذي نَدَمي واسكبي ألمي
وخيوطَ الرَّجاءْ
وصيري مَجرّةْ
أقولً لدمعِ الينابيعِ
إنَّ الخليقةَ ماءٌ تكدّرْ
وإنَّ المصابيحَ تشربُ نخبَ الظلام
لتبدوَ أكبرْ
فماذا تكونُ العصافيرُ
غيرَ كلامٍ نَسيناهُ
ماذا تكونُ اللغاتُ إذن
غيرَ حزنٍ تخثّرْ
بعيدونَ نحن عن الضوءُ هذا الصباحْ
غريبون جدا...
لصوصٌ وعسكرْ
سكارى، وإنْ أثخنتنا الجراحْ
قليلون جدا، ولا شيء أكثرْ.