العراق يطوي صفحة {يونامي} وسياسة المحاور

العراق 2024/06/04
...

 بغداد: حيدر الجابر

استجابة لطلب عراقي، قرر مجلس الأمن الدولي إنهاء مهام بعثة "يونامي" في العراق، بنهاية العام 2025، وفيما أثنى على جهود حكومة العراق في تسوية القضايا الداخلية في البلاد، أشاد المجلس بالتقدم الحاصل في الأهداف المحددة ببرنامج وأولويات الحكومة العراقية.
من جانبها، رحّبت الحكومة العراقية بالقرار القاضي بإنهاء ولاية ومهام البعثة الأممية، معتبرة أن هذا القرار يأتي نتيجة جهود الحكومة في فرض الاستقرار السياسي والأمني.
واتهم المحلل السياسي مخلد حازم، بعثة "يونامي" بلعب أدوار سلبية، لافتاً إلى أن مجلس الأمن الدولي سيظل يراقب الوضع في العراق عن كثب. وقال الحازم لـ"الصباح": إن "انسحاب (يونامي) نقطة مهمة عززت طلب الحكومة بإنهاء مهمة البعثة بالعراق، وكان لمجلس الأمن اجتماع وتم التصويت على إنهاء عمل البعثة العام المقبل وفق قرار 2734"، وأضاف "لم يكن للبعثة دور إيجابي في العراق ولم تلعب دوراً حيادياً، بل كانت لها أدوار سلبية، ولم نر أنها حققت إيجابيات على أرض الواقع طوال الفترة التي عملت بها". وأكد، أن "السلبية طغت على عمل (يونامي) ضمن الإحاطات التي تقدمها لمجلس الأمن، والتصويت على إنهاء عملها جاء وفق رؤية جديدة للأمم المتحدة حول العراق، وأن بإمكانه أن يسير دون مراقبة أممية"، وبيّن أنه "توجد مراقبة مستمرة للوضع العراقي، ونتكلم عن مدة سنة ونصف لإنهاء مهام البعثة"، لافتاً إلى أنه "لا يمكن إعطاء قرار حاسم بخصوص العراق كونه قد يحصل متغير في أي لحظة، بما يمثل نقطة فارقة في وضع واستقرار البلد على جميع المستويات".
ونبّه الحازم، إلى أنه "حتى إن انسحبت البعثة سيتم عقد اتفاقيات بين العراق والتحالف الدولي والأمم المتحدة"، مؤكداً أن "البعثة ليس لها دور مهم، وتدخلت في مساعدة منظمات مجتمع مدني"، وختم بالقول إن "طلب إنهاء عمل البعثة قرار  جريء من الحكومة". من جانبه، أكد الكاتب محمد الجاسم، أن هذا القرار يصب في صالح سيادة العراق.
وقال الجاسم لـ"الصباح": إنه "لأول مرة في تأريخ العراق السياسي، من جهة تأثيره في المجتمع الدولي ومؤسسته الأممية مجلس الأمن الدولي أصبح مستقلًّا من سياسة المحاور الدولية"، وأضاف "يستطيع العراق أن يفرض ما يراه مناسباً لسيادته وكرامته بين الأمم".
وتابع: أن "قرار مجلس الأمن الدولي الأخير بالموافقة على طلب العراق إنهاء عمل بعثة (يونامي) بانتهاء مدتها المقررة في نهاية العام المقبل، يؤكد من جديد أن سيادة العراق يفرضها أبناؤه وسلطاته المنتخبة، وأنه لم يعد بلداً تابعاً لأي محور في العالم".
تحرير: عبد الرحمن إبراهيم