(كلشي يتعفن بما فيها الحب، وإذا أردتَ أنْ تعيشَ الحبَّ، تنّقل من واحدة لأخرى).
قالها في ندوة روائيٌّ عراقيٌّ عائدٌ من باريس، فاستطلعت الرأي لأنقله لقرّاء (حذار).
إجابات أدباء وشعراء وإعلاميين
* كلشي يتعفن إلا الحب ما يتعفن، لأنَّه لولا الحب ما بقيت الحياة.
* مقولة صائبة، ممكن الحب يموت بعد هيامٍ وشبق، لكنْ لماذا يموت؟ يموت لسببٍ كبيرٍ بين الطرفين وعناد، وممكن أنْ يزهرَ ويذبلَ ثم يزهر كذلك لأسباب، وأهمها أنَّ حباً يقتل حباً، بمعنى آخر لا يمكن أنْ يعشق الرجل اثنتين في آنٍ واحدٍ، لكنَّ واحدة للحب وواحدة لإشباع
الرغبة.
* الحب الحقيقي كماء الشلاّل لا يتعفن، وإذا كان كالماء الراكد، نمت فيه الطحالب.
* الحب حالة إحساس جميل وليس عقداً نبرمه مع من نحب.
* هذا إنسانٌ مأزومٌ عاجزٌ عن إيجاد امرأة تحبه أو يقنعها بحبه لتخلص له ويخلص لها، فهو هنا يعبر عن أزمته.
* الذي لم يتحسس طعم الحب، يتنقل من جسدٍ لآخر بين النساء علّه يجد امرأة تغسل روحه من هذا العفن المزمن، لكنَّه لن يجد تلك المرأة التي تمدُّ له حبل الخلاص.
* لكل شيء نهاية حتى الحب، وعندما يقول لكِ أحبك فردّي عليه الى متى؟ والسبب، الزمن يغير كل شيء فينا حتى المشاعر تتقلبُ حسب تقلبات الظروف والأحداث، شئنا أم أبينا.
* دكتور هاي يسموها خيانات ولعب مراهقين، كما أنت لا تقبل أنَّ حبيبتك أو شريكة حياتك تقيم علاقة إلا معك فكذلك هي، النفس البشريَّة السليمة لا تتقبل التعدديَّة في الحب.
* نعم هناك الخداع أو ثقافة مضادة يعني عبثيَّة ليس فيها جمال، نحن نريد ثقافة الأمل ضد ثقافة الزيف، ونريد انتصار الجمال على العبث، وانتصار الحقيقة على الوهم.
* كل شيء يتعفن إلا الحب الصادق فهو خالدٌ خلود الروح مع الواحدة رفيقة القلب والعقل ولا يتنقل إلا مريض النفس وغير المستقر.
* مصطلح العفونة في الحب مصطلحٌ غريبٌ ومريض، والحب يسمو حين يكون نزيهاً.
تحليل سايكولوجي
شغل موضوع الحب الفلاسفة وعلماء النفس والاجتماع، وتوصلوا الى أنَّ الحب ليس نوعاً واحداً بل أكثر من خمسة أصناف أكثرها شيوعاً نوعان: الحب الانفعالي ويكون مزيجاً من الرومانسيَّة والجنس، وحب الصحبة أو العشرة ويكون مزيجاً من الصداقة والحميميَّة والشعور بالأمان. وهناك من يرى أنَّ الالتزام هو العامل الأهم في الحب، ويعني اعترافك بالآخر بحبك الصادق له ورعايتك للمحبوب على المدى البعيد، ومن دونه فإنَّه لا يكون حباً حتى لو توفر شرطا الحميميَّة وإشباع الغريزة الجنسيَّة.
وسايكولوجياً فإنَّ الذي يدّعي بأنَّ من يريد أنْ يعيشَ الحب عليه أنْ يتنقل من واحدة الى أخرى، لن يجده ولو تجاوز عددهن العشرين، لأنَّه يعدُّ الحبَّ متعة جسدٍ وفرفشة ساعة. وتشخيصنا السايكولوجي لهذا النوع من الناس، أنَّه يعاني من عقدة الإحباط ، لأنَّ قدرة الإنسان الراشد على الحب ترتبطُ بمدى إشباع حاجاته للحب في حياته المبكرة، وأنَّ الشخص الذي أحبطت حاجاته في طفولته هو شخصٌ (جائع) يبحث عن (الامتلاء) ولن يجده. وحين يكون الفرد فارغاً فإنَّه يكون أنانياً، يريد أنْ يأخذ فقط، بينما الشخص السليم نفسياً هو الذي يكون ممتلئاً ومحباً للعطاء.
وحين يكون الطرفان قد اختارا بحكمه فإنَّ كلّا منهما يستطيع أنْ يمنح، بحريَّة، ما يحتاجه الآخر ويحصل بالمقابل على حبٍ وعطاءٍ حرٍ فيشعر كلاهما بالسعادة. ويبدو أنَّ صاحبنا الروائي يفهم الحب على طريقة (بابا سارتر و سيمون دي بوفوار) اللذين اتفقا على الزواج وحريَّة علاقات جنسيَّة مع من (يشتهي أو تشتهي) وبعلم الآخر.
تُرى ما رأي قرّاء الصباح.. هل يتعفن الحب أم هو كالعسل؟