حميد حسن جعفر
(1)
الغابة قبضة رماد..
هكذا سمع البستاني قول الحطابين، وهم يسنون ما لديهم من فؤوس وسكاكين، ويعدّون المواقد، رغم أن الشتاء لم يكن على الأبواب كما
يقال.. ما الذي ستفعلينه والدخول لمزرعتك مباح، سأحمل كتيب - كيف تصبح زوجاً صالحاً خلال سبعين عاماً- وها أنا على الحافة ولم أكن زوجاً
صالحاً ولا أباً متمكنناً، بل بقيتُ ذاك العامل الزراعي الذي يُحسِنُ ادارة تشغيل ماكنة ضخ المياه لمزرعتكِ، لن ادخل الامتحان، خصومي الهيئة الإدارية ليانصيب بناء
المستشفيات.
(2)
التجربة لم تعد أمراً سهل الحصول، التجربة أن نعيد إحياء أطفالنا تلك المكائن الرقيقة غير القابلة لارتكاب الأخطاء حيث يتربص الخراب بجسدكِ، فيحيلكِ إلى بقية بندقيةٍ، ويحيل عكازي إلى غابة لا قدرة لديّ على حمايتها من اللصوص..
التجربة أن يختار كل منّا عجلاته المسننة التي تملأ جسده بالضجيج، عجلات تشبه الديناصور.
(3)
اكتبي ما تشائين في دفتر التعبير لآخر العنقود، أن تبوحي بالمكتوم، شيء عادي جداً فلا خراب في طريقه اليك.
اكتبي: القلق قاطرة ما زالت تعمل بالبخار، والطريق المؤدي إلى الفردوس لا يمر ببيته.. فعلام التردد وما من تساؤل أو استجواب مِنْ قبل جارتكِ، أو من جانب أمانة العاصمة فما على المجنون من حرج.
(4)
الزقاق ذو الاخلاق الحميدة، والذي ملأتِ جدرانه بالكتابات عن رفاعة الطهطاوي، ولميعة عباس عمارة، فقد قدرته على أن يكون بئرَ اسراركِ..
المارة يقولون: هذا أفعى، ما إن يستيقظ حتى يبدو كزرافةٍ في محميةٍ، لم يعد كما يقول عامل النظافة: صادقاً، مخلصاً وأميناً.. ساقية المياه القذرة التي تتوسطه تشبه حرباً اقتصاديةً، فلا تقربيه بعد يومكِ هذا، أخاف على سمعتكِ من التلوث بكتابات جدرانه.
(5)
حقول الحنطة التي تركتها على جسدكِ، ستكون مهبط طائرات، وما كنتُّ اتوقعُ أن ما تديرين من حقول تسمين العجول، احتفاؤك بالفراشات هو ما دلَّني عليكِ..
فمن دلّ سمسار بيع وشراء الدور والأراضي على حديقة لا أحد يمتلك مفتاح الطريق اليها سواي..
أمرٌ في منتهى الغرابة، لا بد من وجود خيانة عائلية.