حارس النجم

ثقافة 2024/06/11
...

 محمود المشهداني 

حارس النجم


على صوت قطر المطرْ 

جلستُ أرمِّمُ ذكرايَ في دربِ عمْرٍ عبرْ

فأطلقتُ عصفور حزني يلملم نجماتِ أفقٍ ضجِرْ

فيأتي إليَّ بها

-وعلى صوت قطر المطر -

يدسُّ مواويلَه في يديَّ

ويتركني أنا والليل أفتح نافذة الذكريات 

فيمتثلُ العمر وجهًا بهيًّا.

وإنّي – وما بين خفقة قلبٍ وخفقة قلبٍ - 

طويتُ المسافةَ بين سراج الطفولة 

- إذ لا طفولةْ – 

 وبين اشتياق الكهولة – إذ لا كهولةْ – 

وحين توهجَ عمري 

رأيتُ خلال مداه شموسي التي سقتها بعصايَ

تمزِّقُ أفْقي 

ولمّا بدا الأفق يشربُ سِكّة عمري 

سمعتُ أغانيَّ تبحث عن لحنها 

في صدى جعجعات قطار سنيني

رَوَتْ لي: هناك تثاءبَ حلمٌ

على أملٍ في انتظار قوافلَ تاهت.

هنالك صوت فتاةٍ يسافرُ - رغم الفراق – بقلبكَ

إذ كنت تعشقها، 

وهي أيضاً  وكنت تناغي النوارسَ عند شواطئ أحلامها، وهي أيضاً 

وكنت تعير اللياليَ أمشاطَها 

تلظم النجم عقدًا على جيدها 

تحرس الزهر في وجنتيها 

وتحنّ إلى كلّ أنثى

 لعلمك بأنّ نجوم الليالي - وإن كثرت – واحدةْ

ولكنّ ثَمة نجمًا بشرفة عينيك يغفو..