بعد غيابٍ دام 8 سنوات.. عشاق القيصر يناقشون ألبوم {مع الحب}

ثقافة 2024/06/26
...

 بغداد: رشا عباس

اجتمع مساء الجمعة الماضية، على قاعة نقابة الفنانين عشاق ومحبو القيصر كاظم الساهر في ندوة نقاشية لتحليل آخر البوم أصدره الفنان بعنوان "مع الحب"، بعد غيابٍ دام ثماني سنوات عن الساحة الفنية، ما أثار حماس جمهوره في العالم العربي الذي ينتظرونه بفارغ الصبر.
الألبوم ضم ثلاث عشرة قصيدة، عد خطوة جديدة ومميزة في مسيرة الساهر الفنية، حيث تعامل مع نخبة من شعراء العراق والوطن العربي، ما اضاف إلى الألبوم عمقا شعريا وموسيقيا وفنيا لا مثيل له.
الندوة أشرف عليها الفنان الدكتور كريم الرسام وادارها الناقد الفني سامر المشعل، سلط من خلال حديثه الضوء على تجربة الساهر الأخيرة، التي اختلفت بشكل كبير عن أعماله السابقة، من حيث الاشتغالات الموسيقية وعمق الاسلوب والتلحين.

لم يساير الذوق العام
المشعل قال:" الساهر في الألبوم أراد أن يعطي خلاصة وعصارة ثقافته اللحنية والموسيقية، ويؤكد تفرده بالأسلوب الأداء التعبيري الأوبرالي في طرح ذوقه وثقافته ولم يساير الذوق العام أو مزاج المستمع، وبذلك شكل ظاهرة بالغناء، فهو لا يعمل على إرضاء رغبة الجمهور، إنما يطرح مستوى عالياً بالموسيقى والغناء، كإنما يمثل تيارا ذوقيا يشكل الضد النوعي لموجات الإسفاف والابتذال والسذاجة، التي تطفو على سطح الساحة الغنائية".
واضاف: الساهر في الألبوم جعل القصيدة أغنية تخاطب جميع الشرائح، ولم تقتصر على الجمهور النخبوي المثقف، كما استطاع الساهر أن يكسر مفهوم الكلام المشاع بأن الساهر ركب بمركب نزار قباني للوصول إلى الجمهور، في ملامسة مشاعرهم بمفردات الغزل ورقة المشاعر، فهو لم يغن للقباني سوئ ثلاث أغنيات فقط، بل أخذ عدد من الشعراء يكتبون القصيدة الغنائية، بما يتلاءم والمدرسة الساهرية.

رسائل سريَّة
الساهر بحسب المشعل أراد أن يبعث برسائل سرية إلى النقاد والمستمعين، بأنه ما زال صوته يحتفظ ببريقه وشبابيته، على الرغم من تقدمه بالسن وبلوغه عمر 67 عاما، فانه يغني مثل ما كان في شبابه، ولم يتأثر صوته من خلال غنائه في منطقة الجوابات العالية وأحيانا يغني بصوت مستعار، إضافة إلى انتقالاته الرشيقة بين المقامات وأن قراره ما زال يحتفظ بعذوبته، أما الرسالة الاخرى هو أن كاظم الساهر، بعد أربعين عاما على طرحه ألبومه الاول ياشجرة الزيتون في العام 1984  أي بعد أربعة عقود فهو أكثر نضجا وجودة ونوعية في تقديم القصائد والأغاني الصعبة بأداء لا يجيده
غيره.
وأشار إلى ان البوم القيصر سيطر عليه طابع الحزن الذي يصل إلى حد البكائية، مثل الهجر والفراق والوداع والرحيل.. الساهر يبرر ذلك انه اشتغل على الألبوم في فترة كورونا والعزل الاجتماعي، وكان أولاده بعيدين عنه، والجو العام الذي يوحي بالموت وفقدان الاحبة والاصدقاء المقربين اليه. لكن المشعل يضيف إلى ذلك رحيل زوجته السابقة أم وسام في العام 2022 كان لها تأثير على نفسية الساهر، التي تلبدت بالحزن.

ترفٌ موسيقي
الفنان فوزي سالم عدَّ الألبوم نقلة نوعية كبيرة وعالم من التحدي، كون كاظم دخل في مناطق صعبة من اللحن نسميها حالة من الترف الموسيقي اقتربت للقمة في التعبير عن مضامين عديدة من جهة، اما من جهة اخرى فالتحدي الأكبر أن الساهر استخدم قصائد الفصحى للوصول إلى أبعد نقطة في العراق والوطن العربي.
بالمقابل أوضح المحلل الرياضي كريم نافع أن ألبوم "مع الحب" تجديد أو تعزيز لأعمال الساهر السابقة، التي عودنا عليها تتميز بالكلام الجميل والقصائد، التي لها وقع خاص كون غناء القصيدة ليس كغناء الشعر العامي، اليوم أبدع بها بالاضافة إلى اللحن والأداء والاجواء، التي رافقته بالإضافة إلى التكوين الموسيقي والتوزيع، كانت في قمة الجمال والمتعة، متمنيا أن يكون هناك ألبوم أو أعمال خاصة بالعراق، لا سيما الأغاني، التي بدأت تنقرض فهي تمثل تاريخا وإرثا حضاريا، متسائلا لماذا تلك الإعمال لم تتجدد بصوت فنان يمتلكُ تاريخا وسفيرا للثقافة، ليعرف بها ويحافظ عليها من
الزوال. وفي الختام، قدم المسؤول الاعلامي في رابطة عشاق القيصر احمد ناصر شكرا وتقديرا لنقابة الفنانين العراقيين الداعمين للفن على التعاون، مع رابطة عشاق القيصر وإنجاح الجلسة الموسيقية قائلا:" هكذا عودنا الساهر بأن تكون عودته ثمينة وبأروع الطرق، فالقيصر لم يجعل نهر المشاعر تجف بنا بعد سنين طويلة جاء محملا بأغانٍ صورية امتزجت الموسيقى بإيقاع شرقي تارة، يكون حنينا وآخر حزينا وتارة أوبراليا قويا، مؤكدا نحن حينما نسمع أغاني القيصر نرقص رقصة العمر الجميل، نحن هكذا ساهريون عاشقون فلا تسأل لماذا وكيف فنحن محبون وعشاقون لفنه".