«الجراند بلاس».. ساحة التراث العالمي

منصة 2024/07/02
...

 بروكسل: امير العقابي

تعد {الجراند بلاس} في بروكسل واحدة من أجمل الساحات في العالم، وشهادة حية على التاريخ العريق والمعمار الفريد، الذي تزخر به بلجيكا. تقع هذه الساحة في قلب العاصمة البلجيكية، وتعد مقصدا رئيسا للسياح من مختلف أنحاء العالم، لما تحويه من مزيج رائع بين الجمال الفني والقيمة التاريخية.  يعود تاريخ {الجراند بلاس} إلى القرن الثاني عشر، عندما كانت بمثابة سوق رئيس لمدينة بروكسل على مر القرون.
شهدت الساحة العديد من التطورات والتغيرات، التي أضافت إلى جمالها وتفردها. في القرن السابع عشر، أعيد بناء الساحة بشكل كامل بعد تعرضها للتدمير خلال قصف القوات الفرنسية، وأصبحت الساحة كما نعرفها اليوم بفضل الجهود المبذولة، لإعادة إعمارها بطريقة تعكس روعة العمارة الفلمنكية الباروكية.

 هندسةٌ معماريَّةٌ مدهشة
تضم “الجراند بلاس” مجموعة من المباني التاريخية الرائعة، من بينها “مبنى البلدية”، الذي يُعد مثالًا بارزًا على العمارة القوطية، و”بيت الملك” الذي يعرض تحفًا فنية وتاريخية تروي قصة المدينة. تتميز المباني المحيطة بالساحة بواجهاتها المزخرفة والنقوش المعقدة، مما يجعلها أنموذجًا حيًا للفن المعماري، الذي ساد في القرنين السابع عشر والثامن عشر، في عام 1998، أدرجت منظمة اليونسكو “الجراند بلاس” ضمن قائمة مواقع التراث العالمي، تقديرًا لأهميتها الثقافية والتاريخية. هذا الاعتراف العالمي يعكس قيمة الساحة كموقع يجسِّد التراث البشري والمعماري، الذي ينبغي الحفاظ عليه للأجيال القادمة.

 مركزٌ للفعاليَّات الثقافيَّة
تُعد “الجراند بلاس” اليوم مركزًا حيويًا للعديد من الفعاليات الثقافية والفنية. تحتضن الساحة كل عام مهرجان الزهور الشهير، حيث تُغطى الساحة بسجادة ضخمة من الزهور الطبيعية، ما يجذب آلاف الزوار للاستمتاع بهذا المنظر البديع. كما تُقام فيها عروض موسيقية ومسرحية، تعكس التنوع الثقافي والفني الذي تتمتع به بروكسل.

 وجهةٌ سياحيَّةٌ لا تُفوَّت
تستقطب “الجراند بلاس” السياح من جميع أنحاء العالم، الذين يأتون للاستمتاع بجمالها وللتعرف على تاريخها العريق.
تجول الزوار بين أروقة الساحة يمكنهم من استكشاف المقاهي والمطاعم، التي تقدم أشهى الأطباق البلجيكية، فضلاً عن المتاجر التي تعرض الهدايا التذكارية المصنوعة يدويًا، اذ تعتبر “الجراند بلاس”، واحدة من أبرز الوجهات السياحية في بلجيكا، حيث يجذب جمالها وتاريخها العريق مئات الآلاف من الزوار سنويًا.
تقدم الساحة لزوارها تجربة فريدة من نوعها، تتنوع بين استكشاف العمارة الرائعة والتمتع بالأجواء الثقافية الغنية.

 معالم بارزة حول الساحة
يُعتبر مبنى البلدية القوطي من أبرز المعالم في الساحة. يُمكن للزوار استكشاف داخله من خلال الجولات الإرشادية، حيث سيتعرفون على تاريخه وتصميمه المعماري الرائع الذي يعود للقرون الوسطى،ياتي بعدها “بيت الملك” الذي يقع في الجانب المقابل لمبنى البلدية، ويضم متحف مدينة بروكسل. يعرض المتحف مجموعة كبيرة من التحف الفنية والوثائق التاريخية، التي تحكي قصة بروكسل عبر العصور.
”المباني النقابية”، تُحيط بالساحة العديد من المباني النقابية، التي كانت مكاتب للنقابات الحرفية في السابق. تتميز هذه المباني بواجهاتها المزخرفة والمعمار الفلمنكي الباروكي، الذي يُعد مثالًا على البراعة الفنية التي كانت سائدة في تلك الحقبة.»

الأنشطة السياحيَّة
اما الأنشطة السياحية التي احتضنتها “الجراند بلاس” منها “مهرجان الزهور”، الذي يقام كل سنتين، تتحول الساحة إلى بحر من الألوان خلال مهرجان الزهور. يتم إنشاء سجادة زهور ضخمة باستخدام مئات الآلاف من الزهور الطبيعية، مما يجعل هذا الحدث واحدًا من أجمل الفعاليات، التي تقام في بروكسل.
فضلا عن العروض الموسيقية والمسرحية، تستضيف الساحة العديد من العروض الموسيقية والمسرحية، خصوصًا خلال فصل الصيف. تعكس هذه الفعاليات التنوع الثقافي والفني، الذي تتميز به بروكسل، وتوفر للزوار فرصة للاستمتاع بالفنون الحية في أجواء تاريخية رائعة.
بالاضافة إلى الجولات السياحية، اذ تتوفر العديد من الجولات السياحية، التي تتيح للزوار اكتشاف تاريخ ومعمار الساحة والمباني المحيطة بها. يمكن الاستفادة من خدمات المرشدين السياحيين المحليين، الذين يقدمون معلومات قيمة ويثرون تجربة الزيارة.