هاري بيكر
ترجمة وإعداد: أنيس الصفار
أكد بحثٌ جديدٌ أنَّ قلب كوكبنا كان طيلة السنوات الأربع عشرة الماضية آخذاً بالدوران بسرعة أكثر بطئاً وتثاقلاً، وإذا ما استمرَّ هذا النمط الغامض فمن المحتمل أنْ يؤدي مستقبلاً الى إطالة أيامنا الأرضيَّة، ولو أنَّ هذه التأثيرات قد لا يمكننا استشعارها بعد.
اللبُّ الداخلي للأرض كتلة يقارب حجمها حجمَ القمر مكونة من الحديد والنيكل تقعُ على عمق يزيد على 4800 كيلومتر تحت أقدامنا. تحيط باللب الداخلي طبقة من المعادن المنصهرة فائقة السخونة مماثلة لتلك التي يتكون منها اللب الداخلي، وهذه الطبقة تسمى اللبُّ الخارجي. يحيط بطبقة اللب الخارجي هي الأخرى بحرٌ أكثر صلابة قوامه الصخور المنصهرة ويعرف باسم «الجبة». من بعد ذلك تأتي القشرة الأرضيَّة. ورغم أنَّ كوكب الأرض بأكمله يدور حول نفسه فإنَّ اللب الداخلي يمكنه الدوران بسرعة أعلى قليلاً من طبقتي الجبة والقشرة بسبب لزوجة طبقة اللب الخارجي وكثافة قوامها.
منذ أنْ بدأ العلماء رسم خرائط للطبقات الداخلية للأرض تتضمنُ سجلاتٍ مفصلة للنشاط الزلزالي على مدى 40 عاماً مضت كان اللب الداخلي يدور بسرعة أعلى قليلاً من سرعة دوران طبقتي الجبة والقشرة. بيد أنَّ دراسة جديدة نشرت في 12 حزيران الماضي في مجلة «نيتشر»، أفادت بأنَّ الباحثين وجدوا أنَّ اللب الداخلي قد أخذ يبطئ من سرعته منذ العام 2010 بحيث أصبح الآن يدور بسرعة تقل قليلاً عن سرعة دوران الطبقات الخارجيَّة لكوكبنا.
إذا ما استمر دوران اللب الداخلي بالتباطؤ فإنَّ قوة جاذبيته قد تؤدي في نهاية المطاف الى جعل طبقات كوكبنا الخارجيَّة تدور ببطء أكثر قليلاً، وهذا سيغير طول أيامنا كما يقول الباحثون. بيد أنَّ أي تغيرٍ محتملٍ سيكون بحدود أجزاءٍ من الألف من الثانية، أي أنَّه ستصعب جداً ملاحظته، كما يقول «جون فيدال» وهو عالم زلازل من جامعة كاليفورنيا الجنوبيَّة. نتيجة لذلك قد لا يضطرنا هذا الأمر الى إجراء تغييرٍ في توقيتاتنا أو تقاويمنا لمعادلة الفرق، لاسيما إذا ثبت أنَّ هذا التغير مؤقتٌ وليس دائماً.
عن مجلة «لايف ساينس»