بغداد : رشا عباس
تصوير: نهاد العزاوي
بمناسبة مرور عشرة أعوام على رحيله، استذكر بيت المدى للثقافة والفنون الجمعة الماضي بالتعاون مع معهد غوته، أحد رموز الثقافة الموسيقية العراقية الملحن محمد جواد أموري الذي ترك بصمة إبداعية عالقة في وجدان المستمعين على مدى أجيال مختلفة.
الناقد الفني الزميل سامر المشعل الذي أدار الجلسة أشار في حديثه إلى أن أموري قامة عراقية تعني له الكثير بشكل شخصي، لم يكن ملحناً ومبدعاً عراقياً وحسب، إنما من الأصدقاء المقربين الذين يبثون في داخله الحياة، فإذا أردنا أن نستمع إلى روح الأغنية العراقية نستحضر ألحان أموري، فهو لم يغنِ ويلحن كترف ثقافي، إنما يختزل في صوته الوجع والأنين والحزن العراقي المتجذر، مبيناً في تلك الجلسة الاستذكارية قد لا نستطيع أن نستجمع كل صفحات الإبداع في حياة الفنان الراحل، لكن سنقلب بعض الصفحات المشرقة بمجال الموسيقى والأغنية العراقية، إذ افتتح المشعل جلسته بأغنية "مرينا بيكم حمد" بصوت قارئ المقام والمطرب حسين السعد وبمشاركة الفرقة الموسيقية المكونة من: صباح كاظم واحمد سالم وعازف العود محمد علي
الإمام .
ونوه المشعل بأن أغنية "مرينا بيكم حمد" تعد من العلامات الفارقة في تجربة محمد جواد أموري، وهو أول ملحن يتعامل مع الشاعر مظفر النواب.
صانع النجوم
وصف الدكتور عبد الله المشهداني الفنان الراحل بالعمود الفقري للأغنية العراقية ومكتشف الأصوات وصانع النجوم فهو موسيقي وملحن من طراز خاص وهذه الخصوصية تتحدث عنها الأغاني والإبداعات والألحان الذي تركها إرثاً للفن العراقي، موضحاً تعلم أموري العزف على بعض الآلات الموسيقية ودخل معهد المعلمين وتخرج منه ومارس مهنة التعليم كموظف في النشاطات المدرسية لسنوات ثم درس وتخرج في معهد الفنون الجميلة، وكان في تلك الحقبة الزمنية قد انضم للفرقة السيمفونية العراقية ومن العازفين المعدودين
والمهرة على آلةالكمان.
وأضاف المشهداني: يتميز الموسيقار أموري بفطنته وقدرته على استلهام الإرث والفولكلور الشعبي من مدينته من الردات الحسينية التي كانت تقام في المناسبات الدينية وكان يستلهم بعض الأنغام مع الانسجام ما بين الموسيقى الشرقية والغربية لتنتج عنها ألحان مركبة من الصعب إدراكها.
رجع الصدى
نجل الفنان نؤاس أموري أطرب جمهور والده ومحبيه بأغنية "يا حريمة" التي كانت أشبه بالاستعراض لخبرة الفنان الراحل والذي أطلق عليها أغنية لا مقامية استشكلت على الكثير من الموسيقيين، كون المقدمة نفسها تضم الكثير من المقامات والتنقلات لاظهار براعة وحنكة محمد جواد أموري بحسب مقدم الجلسة، بينما أشارت الإعلامية سناء وتوت زوجة الفنان الراحل إلى أن أغنية "ياحريمة" كانت أول ثمرة من ثمار زواجها، فهي عاشقة ومحبة لأعمال الفنان الراحل وحريصة على تهيئة الأجواء المناسبة والظروف الملائمة التي يعمل بها أموري، مؤكدة الأصالة التي يتحلى بها أموري وعدم تحيزه إلى أي موسيقي.
ويذكر أن الراحل محمد جواد أموري بدأت حياته الموسيقية تتضح بعد التخرج من الفنون الجميلة، إذ كان أحد عازفي الفرقة السيمفونية العراقية على آلة الكمان لسنوات طوال، عرف ملحناً عند نهايات العقد الستيني، حيث لحن لأصوات ياس خضر وسعدي الحلي، وحينما يذكر العقد السبعيني، فإن مدرسة أموري تذكر بجمال الألحان التي حضرت بتلك الأصوات، أمثال فاضل عواد وسعدون جابر وستار جبار، وأمل خضير وحسين نعمة، فضلاً عن كريم حسين والمطرب الكويتي عوض دوخي والفنانة العربية الهام بديع والراحل صباح السهل.