كوليت الخوري: ستلامس أصابعي الشمس

ثقافة 2024/07/04
...

  أحمد عساف  

تستعد الشاعرة والروائية السورية كوليت الخوري لإصدار كتاب خاص عن رسائل الشاعر نزار قباني، لافتة في تصريح سابق لها أن "في حوزتها 35 رسالة منه". وتقول إنني "عاطفية، ولكني أخجل من الحديث عن الأمور بصراحة كالجنس الذي يأتي برأيي تتويجاً للحب، إنه يسمو معه، وبهذا المعنى لا استطيع أن أفهم الجنس بشكل ميكانيكي منفصل عن الحب".
ولدت الخوري في دمشق عام 1931 لأسرة عريقة في الأدب والسياسة. كان جدها رئيس الوزراء في عهد الاستقلال السوري فارس الخوري.
تكتب الخوري باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية، حصلت على اجازتين في الأدب الفرنسي، وفي الحقوق من جامعتي دمشق وبيروت، وعملت محاضرة في كلية الآداب بدمشق وكذلك في الصحافة العربية، كما وكانت عضوا لأكثر من مرة في مجلس الشعب السوري، وعضوا في اتحاد الكتاب العرب.
تشعر الخوري دائمًا بالحاجة إلى التعبير عما يدور في داخلها.. كما تسرد "الحاجة إلى الاحتجاج، والصراخ، وبما أنني لم أرغب في الصراخ وأنا ممسكة بسكين، فقد صرخت بأصابعي وصرت كاتبة".
بدأت مشوارها الأدبي كشاعرة صدر لها باللغة الفرنسية "عشرون عاماً -1957"، و "رعشة -1960".  وبعد قصة غرام مع الشاعر نزار قباني.. الحب الذي تكلل بخطوبة وانفصال كان ثمنه رواية "أيام معه" وتتحدث فيها الخوري عن علاقتها بقباني. الرواية شيقة، وحافلة بعذوبة اللغة وسلاستها المنبثقة من روح شاعرة. وهي تنتمي لما يسمى بالسيرة الذاتية، تمكنت الخوري من خلالها أن تكسر تابوهات المجتمع السوري آنذاك. ونجحت في أن تخلق شخصية تجسد البطلة "ريم" الرافضة لكثير من التقاليد البالية. ورغم رحيل والدها، تظل صورته الرافضة لتمردها وحريتها ترافقها طويلا. فيما بعد تكره شكل الزواج التقليدي آنذاك. فتقول "ريم": "لا.. أنا لم أولد فقط لأتعلم الطبخ، ثم لأتزوج وأنجب الأطفال وأموت. إذا كانت هذه هي القاعدة في بلدي، فسأكون الاستثناء. لا أريد أن أتزوج".  وحققت رواية "أيام معه"، شهرة واسعة في سورية والوطن العربي. هذا النجاح دفعها بعد عامين لكتابة روايتها الثانية "ليلة واحدة -1961". وتسرد فيها رحلة أوروبية، وأجواء عاشت تجربتها الخوري في الغرب.
الرواية حكايتها ليلة واحدة أمضتها البطلة "رشا" مع رجل كان طيارا في سلاح الجو الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية. لقد وجدت "رشا" المتزوجة ذاتها الجريحة عبر علاقة خارج إطار الزواج. كما صدر لها "سنوات الحبّ والحرب" وهو كتاب مقالات أدبية وقصص قصيرة، كذلك الأمر مع كتابها المتميز "ستلامس أصابعي الشمس" سنجد حديثها عن نزار قباني الذي قالت إنه كان صديقا حميما لها وكانت ستتزوج منه ذات يوم. وتحدثت أيضا عن الروائي الدكتور عبد السلام العجيلي والشاعر عمر أبو ريشة. وكمال ناصر.