أغرب اضطرابات التفكير

منصة 2024/07/04
...

هل تعلم عزيزي القارئ، أنَّ أغرب حالات الاضطرابات العقليَّة والنفسيَّة هي اضطرابات التفكير. فأنت وأي إنسان طبيعي، يشعر أنَّ أفكاره تعودُ إليه وأنَّها خاصة به وحده وأنَّ له قدرة السيطرة عليها. لكنَّ المصاب بهذا النوع من الاضطرابات يشعر أنَّ أفكاره غريبة عنه ولا سيطرة له عليها. إليك أغرب ثلاثة
منها:
1 - سحب الأفكار: وفيه يعتقد المريض جازماً أنَّ أفكاره تسحبُ منه برغم إرادته، أو تقلع من رأسه قلعاً.
2 - زرع الأفكار: وهذه عكس الحالة السابقة، فالمريض يعتقد هنا أنَّ أفكاراً تزرع في عقله برغم إرادته.
3 - إذاعة الأفكار: وفيه يشعر المريض أنَّ أفكاره (خصوصياته) معروفة للآخرين، كما لو أنَّ رأسه محطة إذاعة تبث أفكاره للجميع.
ليس هذا فقط، بل هناك اضطرابٌ اسمه اضطراب صيغة التفكير. نوضحه لك بأنَّ الإنسان السوي يفكرُ بطريقة منطقيَّة؛ بمعنى أنَّه يعتمد على معاني الأشياء وما يقابلها من الأرقام والألفاظ، ولا يعتمد على وجودها المادي المجسّم، يتوصل من خلالها الى استنتاجاتٍ وحلولٍ واقعيَّة وعمليَّة. أما في حالة اضطراب صيغة التفكير فإنَّ القدرة على التفكير المجرد تنعدم. ويأخذ التفكير صيغة مختلفة وغريبة وتكون على نوعين هما:
1 - التفكير المبهم: وفيه يبتعدُ التفكير عن المواقف الحقيقيَّة أو الواقعيَّة، يشبه ما يحدث في الخيال والأحلام، غير أنَّ الفرد هنا يقوم بأفعالٍ مطابقة لما في خياله. ويحدث في حالات الفصام.
2 - التفكير الجامد: وفيه يفتقر التفكير الى المرونة والتبصر والتجريد والاستنتاج.
ونضيف لك اضطراباً رابعاً، وبه نختم، اسمه اضطرابات محتوى التفكير، وفيه تكون الصفة العامَّة لهذا النوع من الاضطرابات هي الوهم العقلي، ويقصد به الأفكار والمعتقدات والآراء التي لا تنطبق على الواقع، ولا يمكن ربطها بأساسٍ سببيٍ يفسره، كما لا يمكن إزالتها بالمنطق والإقناع، فضلاً عن تناقضها مع ما هو معلومٌ عن المستوى الثقافي والاجتماعي للفرد. وتأتي هذه الأوهام بأنماطٍ وصورٍ متعددة، أغربها ثلاثة:
الأول، الأوهام الاضطهاديَّة: وفيها يعتقد الفرد بأنَّه مضطهد، وأنَّ الآخرين يراقبونه ويضمرون له العداء ويتآمرون عليه لإلحاق الأذى به. وشعوره بأنَّ حيفاً لحق به أو ظلماً أصابه، أو أنه معرضٌ
لهما.
والثاني، أوهام العظمة وأوهام الضعة: في الأولى يضفي المريض على نفسه مظاهر العظمة، وأنَّه يتمتعُ بأهميَّة فريدة أو عبقريَّة أو قوة. وتظهر واضحة في حالة النرجسيَّة . وفي الثانية (الضِعة) يصف المريض نفسه بعدم الأهميَّة والتفاهة.
والثالث، أوهام العدم: وفيها يعتقد المريض بأنَّ جزءاً منه، أو أحد أعضاء جسمه: قلب، معدة، دماغ، لا وجود لها، أو أنَّها ساكنة لا تعمل. وفي الحالات المتطرفة يدعي المريض بأنه ميتٌ لا وجود له.
راقب طريقة ونوعيَّة أفكارك، وكذلك من ترى أنَّ هذا الاضطراب أو ذاك موجودٌ عنده، واقترح عليه بطريقة لطيفة مراجعتنا في جريدة الصباح أو طبيب نفسي.