زامل وطالب ثنائي إبداعي فريد في الأغنية العراقيَّة

ثقافة 2024/07/10
...

  بغداد: رشا عباس

احتفى عشاق الطرب السبعيني بقاعة الديوان في نادي العلوية، بثنائي الشعر واللحن، الشاعر الراحل زامل سعيد فتاح والملحن طالب القره غولي، اللذين
شكلا ظاهرة فنية، حال ظهورهما بداية السبعينيات من القرن الماضي، وتركا بصمة واضحة في الأغنية العراقية.
المحاضرة قدمها الدكتور كاظم المقدادي وأدارها نجاح سميسم، الذي سرد من خلالها طريقة تعارفه بالفنانين الراحلين في العام 1981، كان اللقاء الأول والأخير في النجف، أيام الحرب العراقية
الإيرانية، وقد حققا شهرة واسعة في العراق من خلال أغنية "المكير واعزاز" وكان هذا اللقاء مثمراً بالنسبة لي، إذ تعرفت على عملاقين استطاعا أن يقدما السلام والحب في أعمالهما، التي ظلت خالدة في الذاكرة لسنوات طويلة..
يقول سميسم :"زامل سعيد فتاح برفقة طالب القره غولي نقلا القصيدة الغنائية من الطور القديم إلى الحداثة، إذ استخدم الشاعر الراحل جميع بحور الشعر، لكن لم يمهله الزمن طويلا إذ توفي بعمر 45 عاماً، وترك إرثا ومدرسة تتعلم منها الأجيال أصول الشعر واللحن، مبيناً دورنا كمحبين وشواهد، نحاول من خلال تلك المحاضرات الفنية أن ننمي الذائقة الحسية، فضلاً عن تعريف الأجيال المقبلة بهما، ونسلط الضوء على حياتهما ومصاعبهما التي واجهتهما، حتى يقدما لنا أعمالا على طبق من ذهب، مؤكداً في الآونة الأخيرة بات وضعنا في العراق يحتاج إلى مثل تلك الجلسات التي فيها الشعر والموسيقى من شأنها أن تخفف الهموم وتذهب بنا إلى الماضي الجميل".
أما الدكتور كاظم المقدادي فعدَّ الجلسة استثنائية بطبيعة الحضور من المختصين والأكاديميين، لا سيما أن صدى الفنان الراحل زامل كان موجوداً بروح نجله زامل زامل سعيد فتاح، وبرفقة عازف العود والملحن مؤيد حسن، بين الشعر واللحن، أطرب الثنائي الجمهور ببعض من روائع الفنانين المحتفى بهما، وحتى باتا ممثلين لطاقة توليدية تمتد إلى جيل السبعينيات، وهذا بحد ذاته شهادة تقديرية تقدم لهما من المحبين والعشاق والمتأثرين وهما يحاولان استحضار تلك الروائع إلى الوجود، ويثبتان أن الفنان لا يموت إنما تبقى أعماله موجودة تستمر عبر الأجيال، متمنياً من الجهات المعنية أن يعمل للفنانين الراحلين تمثالان ليس تكريماً لهما، إنما استذكار جميل حتى لا ننسى مبدعينا.
 من جانبه، أشار نجل الفنان الراحل زامل سعيد فتاح إلى أنه يهتم بالشعر، ليس لكون والده شاعراً، بل هناك قامات كبيرة تذكرنا بالأدب العراقي والتراث القديم، فمن الضروري أن تكون هكذا ندوات ومحاضرات مستمرة، نستذكر بها أعمالا وحكايات غابت عنا هذا من جانب، أما ما يمثلني كنجل الشاعر زامل
افتخر كونه والدي، بالرغم من أنه توفي قبل ولادتي،  لكن الإرث والسمعة الطيبة وحب الناس الذي تركه كان
لي بمثابة الأب، ومن واجبي أن أرعى تلك الأمسيات، وأداوم على الحضور فيها، حتى أتعرف على إنسان يعني لي الكثير، وأتعرف على حكاياته وأصدقائه ومحبيه من ناحية
أخرى.
يذكر أن زامل وطالب هما من فلتات الزمن في الأغنية العراقية، عين زامل معلماً في الناصرية قضاء الشطرة، والتقى به الملحن طالب القره غولي كمعلم في مدينة النصر التابعة للشطرة، وامتزجت موهبتهما مع بعض، وذهبا باتجاه الشعر الغنائي، حتى باتت أعمالهما مميزة
نقلت معاناة ومشاعر الريف إلى المدينة، تميز شعر زامل بالسهل الممتنع، تناول جميع بحور الشعر العربي في ديوانه الأول بعنوان "المكير" الذي أصدره في
سبعينيات القرن الماضي وطبعته مطبعة الجامعة، أما طالب القره غولي فلحن العديد من القصائد برفقة زامل، حتى باتا ثنائيا جميلا ينتج أعمالا تبهر  المستمعين.