صباحات عمياء

ثقافة 2024/07/16
...

 حسن الكعبي

إلى تلك الأرواح التي ظلت هائمة هناك، منذ ذلك الصباح الدامي، الأرواح التي مازالت تحلم بالعودة إلى منازلها.

منذ صباح الشظايا
التي داهمت
ساحة التحرير
منذ هرّب جسده من بين جثث
اضاعت ملامحها
منذ ترك روحه هائمة.. هناك
منذ ذلك كله
صار يتحاشى النهار
صار يتابع الطرقات
بعينين مغمضتين
كما أعمى
يتهجى الرصيف
بعكاز ضرير.
***
في الصباح
ذاته عاد بذاكرة مبتورة
أحرق جرذان الحرب
 اللائذة بثيابه
حاول نسيان القلق الذي
تشرد كالحرائق
بين زوايا حياته
حدّق في المرآة كثيراً
وحين أبصر نفسه
أنكرها..
فالحرب في نفسه
لا تطيق الانتهاء.
***
بعد صباحات كثيرة
ظل يلوذ بالعتمة
ومن الظل إلى الظل
انسل هارباً
خشية سقوطه
على عتبات النهار
الأشد عتمة
مترنحا على أكتاف وحشته
حاملا ثقل الجسد
إلى بيت روحه الكسير
كان يمشي بينما المحو
يسابق خطاه
ساهيا تفاصيل روحه
وعلى قارعة العراء
تركها تتهشم هناك
هناك طوّقت حياته
أسلاك العتمة.