لونٌ من رماد

ثقافة 2024/07/16
...

 بشائر جاسم

وسطَ ذهولٍ مقيتٍ،
تمرّدَ الوقتُ على خاصرةِ الوجعِ،
صدماتٌ تواردَتْ،
استصعبْتُ طيَّها،
غرقتُ في بحرٍ واسعٍ،
لونُ الرّمادِ زارَ طيفي،
على ضفافِ الحكايةِ،
كانَت أمّي،
طاردَتني نظرةٌ منها،
تستعطفُ لَمَّ شِتاتي،
ورحيلُ الياسمين على جرفِ الهاويةِ،
كان غيثي الأخيرَ
يلهثُ خوفاً
عكسَت مِرآتي صورةً رثّةً،
ولجَ فيها الغمامُ،
يستبيحُ الوهمَ،
كمَن حاربَ وتدنّى،
انكسرَ جناحُ الأملِ،
آخرُ ماتبقّى منّي
لونٌ من رمادٍ،
كيفَ نسجَ الغيابُ نبضاتِهِ؟،
كفكَفَ دمعاً يائساً،
يسقطُ رذاذُهُ على قاعةِ المحكمةِ،
هذه أنا،
هل كنتُ يوماً أم للقدرِ رأيٌّ آخرُ؟
مازالَ انعكاسُ الوجعِ متوهّجاً،
طرقَ أبوابَ نَوحي،
بصدىً عالقٍ بينَ الأضلاعِ،
شاغَبَ قلبي،
رافضاً التّصديقَ،
هذه أنا،
بينَ طرقاتٍ سوداءَ،
حملتُ حقيبةَ قدَري المخبوءِ،
خلفَ ستارِ الوهمِ،
لتعانقَ روحي شباكَ الضّياعِ،
أحلامٌ خمريةٌ،
ونجومٌ هاربةٌ،
تحملُ على شفاهٍ عطشى
أسراراً منغلقةً تماشَت حولي،
غمامةٌ تقمّصَت دورَ الفرحِ،

ويلٌ لكُم،
ويلٌ لكُم،
تكاتَفوا، تباعَدوا،
احكموا بحكمٍ ساذجٍ
على روحٍ مهدورةٍ،
بأيّ ذنب؟،
مامن ريبةٍ تزورُ النّبضَ،
تهاجمُ نفَساً مخنوقاً،
عقبَ فواتِ الأوانِ،
أيامٌ محروقةٌ،
رمادٌ،  رمادٌ،
أحملُ لوني الهاربَ،
دخانُ الأكاذيبِ صاغوا بهِ أقراطي،
شهودٌ زجّوا القبولَ بوجهِ الجحيمِ،
قارورةٌ منكسرةٌ،
سقطَت أوراقي.

هذه أنا،
بقايا رمادٍ منثورٍ،
بقايا صرخةٍ ثكلى،
بقايا نبضٍ مسروقٍ،
بقايا حلمٍ باهتٍ،
بقايا وردٍ مقطوفٍ،
قنديلٌ دامسٌ.