باكو: يارا محمود
تنفث النيران في الهواء بارتفاع 3 امتار، هي حفرة من الغاز الطبيعي، على منحدر تل في شبه جزيرة أبشرون بالقرب من سواحل بحر قزوين، وعلى بعد حوالي 25كيلومترا من العاصمة الاذرية باكو، وتتغذى النيران بالغاز الطبيعي الموجود تحت سطح الأرض، من طبقة رقيقة مسامية من الحجر الرملي، ويعتقد أن الغاز كان يشتعل في المنطقة منذ مئات السنين.
يمكن للمرء أن يفهم بسهولة كيف أذهلت هذه النيران الطبيعية الناس وأرعبتهم عبر التاريخ، وليس من المفاجئ أن تعتبر شعلات النار الطبيعية في أذربيجان قد لعبت دورًا حاسمًا في خلق الزرادشتية، وهي عقيدة صوفية، تتمحور حول عبادات النار الاحتفالية، التي ظهرت في المنطقة منذ حوالي2000 عام. ومن جانب آخر تشير الروايات المحلية إلى أن راعيًّا هو الذي أشعل النار عن طريق الخطأ في الخمسينيات من القرن الماضي، عن طريق رمي سيجارة، وأن النيران اشتعلت في جوانب الجبل منذ ذلك الحين، وبهدف حماية هذا المعلم ودعم السياحة في المنطقة، أنشئت محمية يانارداغ التاريخية والثقافية والطبيعية، بموجب مرسوم رئاسي بتاريخ2 ايار2007
مراسم التجمع والصلاة
يحظى جبل يانار داغ باحترام الزرادشتيين، الزرادشتية هي ديانة قديمة، وكانت تُمارس على نطاق واسع في عدة مناطق باذربيجان، يعتبر الدين النار رمزًا مقدسًا ويؤمن بمفهوم اللهب الأبد، وبفكرة أن النار مصدرللنقاء الروحي على هذا النحو، يعتبر العديد من الزرادشتيين أن ينار داغ موقع مقدس، ويعتقدون أن النيران مشتعلة بشكل مستمر لعدة قرون، ويعتقد أن الموقع قد تم اكتشافه من قبل الزرادشتيين الذين كانوا يبحثون عن مكان لإقامةمعبد وعبادة إله النار، أهورا مازدا، ويقال أيضًا أن ماركو بولو زار الموقع خلال رحلاته في القرن الثالث عشر.تعتبر الزرادشتية اليوم ديانة أقلية في أذربيجان، ولكن لا يزال هناك بعض الأتباع الذين يأتون إلى ينارداغ لأداء الصلاة، وأداء طقوسهم الدينية الخاصة،كما يستخدم الموقع أيضًا أحيانًا لحفلات الزفاف الزرادشتية والاحتفالات الأخرى.
جذبٌ سياحي
يعد يانار داغ منطقة جذب سياحية مميزة، ويأتي العديد من الزوار لرؤية الجبل المحترق، لتتحول إلى حديقة بها منصات عرض ومرافق للزوار، تم تطوير المنطقة المحيطة، كما أنها مكان شهير للمصورين الذين يأتون لالتقاط صورهذه الظاهرة الطبيعية الفريدة.
بالإضافة إلى كونها منطقة جذب، يعتبر ينار داغ أيضًا رمزًا مهمًا لتاريخ وثقافة أذربيجان.وهي تظهر على شعار النبالة للبلاد وتعتبر كنزًا
وطنيًا.