العمارة أصلُها وتأصيلها

ثقافة 2024/07/31
...

 ريسان الخزعلي


شاعت أغنية "أبّيتنه أو نلعب بيه" في بداية السبعينيات بعدَ أن غنّاها المطرب صباح غازي، ضمن الموجة التجديدية في الأغنية العراقية. وأصبحت تُردد كثيراً في مناسبات الأفراح، يُرددها الشباب والكبار بفرح غامر، كما أصبحت اسلوباً وبتهكّم لذيذ للرَد على كلِّ مَن يعترض على حالةٍ أو سلوكٍ لا يروقان له.

عندما تمَّ تسجيل الأغنية اذاعيّاً وتلفزيونيّاً، لم يُذكر، لا اسم الشاعر ولا المُلحّن. وقد نُسبَ الشعر إلى الشاعر الكبير مظفر النواب، إلّا أنَّ ذلك لم يَتأكّد بوضوح على الرغم من أنَّ الشعر فيه الكثير من الخصائص النوّابيّة، بل الأقرب إلى شعر النوّاب، وقد كتبت عن  ذلك فصلاً في كتابي  ( بستان الرازقي – مظفر النوّاب الأسرار القصيّة في الشعر الشعبي العراقي ) . ومن شعر هذه الأغنية:

أبّيتنه أو نلعب بيه 

شلّها غرض بينا الناس

ما بينه الغمّازه أو لا بينه اللمّازه

اولا بينه المَتحب المكتب.

 مَيلَن غاد عن دربنه .

*

إيد السرت بالطيف حدر الزلف

تاهت ربيع أو صيف ( ويّه الولف )

ما ريد درب الخلخال  كَرمة عَلي ودّوني .....

قبل أيّام قليلة، نشرَ السيد صباح بدر الدريعي، وهو من المثقفين المهتمّين بالشعر والغناء،  على صفحته في الفيسبوك، تسجيلاً غنائياً قديماً للمطربيَن العمارييَن المعروفيَن 

(جويسم وكَريري). وقد كانت (البستَه) التي يُرددها ( الكورس ) بين تناوب الموّالات، هي أغنية  "  ابّيتنه  أو نلعب بيه  " وبالشعر واللحن كما في أغنية صباح 

غازي.

إنَّ التسجيل يعود تأريخهُ إلى الخمسينيات حسب ممكنات التقدير، وضمن هذا التاريخ  كان الشاعر، مظفر النوّاب، قد زار العمارة، وحضر جلسات غنائية للمطربيَن وأُعجبَ بها وبصوتيهما وطريقة غنائهما، ولا يُستبعد أن يكون قد كتب َ الشعر لهما وساهم في صياغة اللحن.  

فهل يصح القول بعدَ هذه المقاربات، إنَّ أغنية "  ابّيتنه أو نلعب بيه  " ذات جذرٍ جنوبي، والعمارة أصلها وتأصيلها 

غنائيّا.