دور الإعلام في مكافحة آفة المخدرات

آراء 2024/08/01
...

 د. حسين علي عبود الطائي

 مما لا شك فيه أن العراق قبل عام 2003 لم يكن خاليا تماما من آفة المخدرات، إلا أن بعد التغيير أصبحت ظاهرة، وليست مشكلة فحسب، ولنأتِ أولا على تعريف الآفة والظاهرة.
ماهي الآفة: هي ظاهرة اجتماعية سلبية منتشرة في المجتمع بكثرة.
ماهي الظاهرة: هي اي تغيير في المجتمع يمكن ملاحظته ورصده ودراسته.
 ماذا تعني مكافحة المخدرات: هو مصطلح يشير إلى مجموعة من الآليات والإجراءات، التي تهدف إلى الحد من انتشار انواع المخدرات والمتاجرة بها أو تعاطيها أو الترويج لها من (قوانين وتشريعات، معالجات أمنية، معالجات صحية، معالجات اجتماعية، معالجات اقتصادية، ووسائل
إعلامية).
• قوانين وتشريعات: توجد مواد قانونية في قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم (50) لسنة 2017، تعاقب كل من يتاجر أو يتعاطى أو يروج لآفة المخدرات، وهذا هو دور القضاء في معالجة هذه
الظاهرة.
• معالجات أمنية: دور الجهات الامنية المختصة مهمتها البحث والتحري والكشف عن كل من يتاجر أو يتعاطى أو يروج للمخدرات مهتمها ايضا مسك الحدود وضبطها ومتابعة المهربين لها والقبض عليهم.
• معالجات صحية: من واجب وزارة الصحة ومؤسساتها الصحية معالجة متعاطي المخدرات من الناحية النفسية والعقلية والبدنية، كونه حقا للمجتمع في تخليص أحد افراده من الإدمان أو
التعاطي.
• معالجات اجتماعية: وظيفة الاسرة والمجتمع ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدينية في خطب الجمعة والمناسبات الدينية الأخرى، وكذلك دور العشائر وغيرها في التوعية والتثقيف للحد من هذه الظاهرة الخطيرة.
• معالجات اقتصادية: دور الدولة في توفير فرص العمل وتفعيل القطاع العام والخاص لامتصاص الشباب العاطل عن العمل، لأن السبب الرئيس لانتشار المخدرات هما البطالة والفقر.
• وسائل إعلامية: لوسائل الاعلام المختلفة دور مهم من مقروءة ومسموعة ومرئية وتواصل اجتماعي في نشر الثقافة والوعي المجتمعي، وتعريف الناس عن مخاطر هذه الآفة على الفرد والمجتمع
 والدولة.
 دور الإعلام في الحد أو معالجة آفة المخدرات
 لوسائل الاعلام المتنوعة دور مهم و كبير في مكافحة المخدرات، لا سيما في مجال التوعية بمخاطرها وأثرها السلبي في الفرد والأسرة والمجتمع، ونشر المعلومات الصحيحة عنها وتعزيز الوعي المجتمعي للوقاية منها من خلال ما يلي:
1 - ضرورة إبراز دور المدرسة والجامعة أي دورللمعلم والاستاذ الجامعي في توزيع المعرفة التربوية والمعرفة الأكاديمية في تربية الصغار، وإفهام الكبار عن السير في طريق السلوك والأخلاق
 الحسنة.
2 -  مع اتساع دائرة الاعلام في عصرنا هذا من مقروء ومسموع ومرئي، فضلا عن ازدياد أعداد القنوات الفضائية والمحطات الأرضية ومواقع التواصل الاجتماعي، هذا الاتساع الإعلامي الضخم جدا، له دور كبير ومؤثر وذو حدين السلبي منه والإيجابي، وما يهمنا منه طبعا هو اتخاذ الدور الإيجابي في المراقبة والمتابعة المستمرة، وفي كيفية إيصال الأفكار التربوية السليمة لجميع أبنائنا من الناشئة والفتيان والتلاميذ في المدارس والجامعات، من مخاطر أي فعل سيئ يضر بنفسه وأسرته والمجتمع، خاصة آفة المخدرات وغيرها من الآفات الاجتماعية والأخلاقية.
3 - نشر معلومات دقيقة وموضوعية حول أنواع المخدرات وآثارها السلبية على الصحة النفسية والعقلية والجسدية والاجتماعية والاقتصادية وطرق الوقاية منها من خلال تغطية الاخبار المتعلقة بقضايا المخدرات واجراء لقاءات وتحقيقات صحفية مع المعنيين في مؤسسات الدولة وكذلك نشر التقارير والمقالات، التي تسلط الضوء على مخاطر المخدرات والوقاية
منها.
4 - تقديم برامج وحملات توعية تحث الناس في الابتعاد عن تعاطي المخدرات واضرارها وتعزيز القيم والمبادئ الاخلاقية والإنسانية، بين افراد المجتمع كبرامج تلفزيونية وإذاعية من خلال تكثيف التغطية عن مخاطر آفة المخدرات باستخدامأساليب إعلامية متنوعة تجذب انتباه الجمهور وتؤثر
فيه.
5 - نشر الاعلانات والبوسترات وتنظيم الفعاليات والمناسبات التوعوية عن اضرار تعاطي المخدرات، تستهدف مختلف فئات المجتمع.
6 - نشر ثقافة الرفض والامتناع عن تعاطي المخدرات وذلك من خلال تقديم القدوات الحسنة في مجال التربية والتعليم والثقافة والصحة والداخلية في برامج تلفزيونية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
7 - التصدي لدعاية المخدرات من خلال كشف أهدافها وطرقها وتوعية الجمهور بمخاطرها.
8 -التركيز على الفئات المعرضة لخطر المخدرات، من خلال تصميم برامج وحملات توعية إعلامية، تستهدف فئة الشباب والمراهقين والأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية واجتماعية.
9 -تفعيل دور المؤسسات الدينية في خطب الجمعة والمناسبات الدينية، ودور المنظومة العشائرية في متابعة أبنائهم ومحاسبتهم في ما يتصل بآفة المخدرات
وغيرها.
10 -دعم برامج العلاج النفسي والاجتماعي ومكافحة (الفقر، الجهل، البطالة، الامراض الأخرى)التي تسهم في ازدياد مخاطر المخدرات.
11 - عقد الندوات وورش العمل حول مخاطر المخدرات واثارها السلبية على الفرد والأسرة والمجتمع والدولة.
12 - عرض الأفلام والمسرحيات التوعوية، حول مخاطر المخدرات وتجنب الترويج للصور النمطية السلبية عن المتعاطين والمدمنين.
13 - تنظيم المسابقات الأدبية والعلمية والفنية والرياضية والثقافية بين الشباب وإشغال أوقاتهم بها، فضلا عن توعيتهم علميا وثقافيا.
14 -تحديث القوانين والتشريعات وجعلها أكثر حزمًا وشدة كي تجعل من الصعب على المجرمين تهريب المخدرات
وتداولها.
15 - بناء الشخصية القوية، من خلال غرس القيم الاخلاقية والمثل العليا في نفوس الشباب مثل قيمة الأمانة والمسؤولية وحب الوطن والمحافظة على سمعته واستقراره.
16 - على الدولة ومؤسساتها المعنية توفير برامج علاجية مجانية أو بأسعار مدعومة للأشخاص، الذين يعانون من الإدمان ومساعدتهم على إعادة دمجهم في المجتمع.
17 - تفعيل دور الأجهزه الأمنية في مكافحة آفة المخدرات (الحقيقة هو فاعل لكنه ليس بمستوى الطموح المنشود).