{في غمضة عين}.. تحصدُ جائزة أفضل رواية جريمة

ثقافة 2024/08/01
...

 اعداد: ديفيد بارنيت
 ترجمة: رؤى زهير شكر

"في غمضة عين" رواية تمت الإشادة بها في مهرجان Theakston Old Peculier للكتابة عن الجرائم كونها "تغيّر طريقة تفكيرنا في عمل القوى الأمنيّة إلى الأبد". تمَّ الإعلان الخميس الماضي عن فوز الرواية الأولى للكاتبة جو كالاهان، "في غمضة عين" في مهرجان  Theakston Old Peculier للكتابة البوليسية السنوي في هاروغيت.  وهي  رواية "تتخطى الحدود في إجراءات الشرطة" تتميز بوجود محققة بشرية تعمل مع محقق يعمل بالذكاء الاصطناعي من أجل حل قضية أشخاص مفقودين.
ذكرت كالاهان، ذات 54 عامًا، المولودة في ولاية ميدلاندز، إنها "شعرت بصدمة حقيقيّة" لحصولها على هذا الشرف من بين مجموعة مختارة من المؤلفين تمَّ التصويت عليها من قبل لجنة من الخبراء، منهم "مارك بيلينجهام، وليزا جيويل، وليز نوجنت، وويليام هوسي، وميك هيرون".
تدور أحداث رواية "في غمضة عين" حول محققة الشرطة الثكلى كات فرانك، تعاونت مع زميل في الذكاء الاصطناعي يُدعى آدي لوك، وهذا يوضح آليّة العمل بمنطق البرودة لأجهزة الكومبيوتر الذي يعمل مع الحدس البشري لحل القضايا، يُمثل آدي دور "المُخبر ذو الذكاء الاصطناعي".
اعتمدت كالاهان على حياتها المهنيّة والشخصيّة لكتابة الرواية. وفي وظيفتها اليوميّة كخبير استراتيجي، تفكر بالشكل الذي قد تبدو عليه القوى العاملة خلال 10 إلى 15 عامًا، وكيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي فيها؟. وعلى الصعيد الشخصي، فقدت زوجها ستيف في عام 2019 بسبب سرطان الرئة، مما ساعدها على استكشاف الفجيعة التي عاشتها شخصيتها الرئيسية في الرواية.
بدأت كالاهان الكتابة في عيد ميلادها الأربعين حينما اشترى لها زوجها جهاز كومبيوتر محمولًا، حتى نشرت روايتها "في غمضة عين" في عامها الثالث والخمسين. وعلى مدى الثلاثة عشر عامًا الماضية كتبت كالاهان خمسة كتب ابتدأت من كتب الأطفال إلى الشباب إلى الخيال، إلا أنها لم تنشر أيًّا منها.
كالاهان ذكرت لصحيفة الغارديان أن فكرة الشخصية المُحققة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي خطرت لها في عام 2017، ولكن بعد تشخيص حالة زوجها ستيف، حيث لم يكن لديها الوقت لكتابتها، وبَيّنت أن ما فعلته هو أنها بدأت بكتابة مدوّنة حول ما شعرت به من خلال تلك التجربة، حيث ذكر الكثير من الناس لها، أن هذا جميل جدا وقوي، حتى أدركت أنها كانت تكتب بشكل أفضل كونها كانت تكتب من القلب.
قالت كالاهان "كتبت هذا الكتاب - الذي كان حرفيًّا مجرد إلهاء نفسي لأنني كنت بحاجة إلى الاستمرار في العمل من أجل طفلي، وكنت بحاجة إلى القيام بشيءٍ ما في الليل - أعتقد أنني واصلت الكتابة بهذا السياق، من القلب، في حين أنني كنت أفكر قبل أن أكتب في الهاتف بشكلٍ صوتي". حتى مع وظيفتها التي تتنبّأ بالاتجاهات طويلة المدى المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، لم تكن كالاهان تُدرك أهمية روايتها. وقالت: "لم يكن لديَّ أيَّة فكرة عندما بدأت الكتابة أن الذكاء الاصطناعي سيدخل هذا الاتجاه بهذه السرعة". حتى أعتقد أن الجميع فوجئوا بالسرعة التي تطورت بها الأمور في العامين
الماضيين.
وتابعت "لم أكن أعرف حتى ما إذا كنت أرغب في نشر الرواية عندما انتهيت منها، بعد كل الرفض الذي تعرضت له أعمالي السابقة، لقد أدت هذه الرواية غرضها، وأبقتني على قيد الحياة، وأبقتني مستمرةً، لذلك اعتقدت أن أي شيء آخر يحدث هو بمثابة مكافأة".
وذكرت أن الرواية قد تكون متخصصةً للغاية، "وتقع في مكان ما بين الجريمة والخيال العلمي". في النهاية، اشترتها شركة Simon & Schuster وتم نشرها في يناير 2023، في الوقت الذي كانت فيه أداة الذكاء الاصطناعي ChatGPT تكتسب شهرة.
تم اختيار الكتاب في شهر آذار من ذلك العام لعرض كتب "بي بي سي" على واجهة سارة كوكس لأغلفة الكتب، وتم عرضه في لوحة New Blood في مهرجان Theakston Old Peculier لروايات الجرائم من العام الماضي. قالت كالاهان: "كان لديَّ القليل من الحظ"، "حتى واصلت الحصول على كل هذه المصاعد، وهذه الرياح الصغيرة التي حافظت على استمرارها".
نشرت كالاهان هذا العام كتاب "لا تترك أثراً"، وهو الكتاب الثاني الذي يضم كات فرانك وشريكها في الذكاء الاصطناعي. وتوقع كالاهان سلسلة من أربعة كُتب. وعن حدود ما يمكن أن يتعلّمه الذكاء الاصطناعي وماذا يحدث عندما يصل إلى هذه النقطة؟، أجابت كالاهان قائلة: "لا أرى أنها سلسلة جرائم مكوّنة من 26 كتابًا أو شيء من هذا القبيل". "تدور القصة بين كات ولوك ويطرح السؤال: ما هي حدود ما يمكن أن يتعلمه الذكاء الاصطناعي وماذا يحدث عندما يصل إلى هذه النقطة؟، أعتقد أنه يجب أن تكون هناك إجابة وحل لذلك، وهذا ما أهدف إليه". وفي حفل توزيع الجوائز مساء الخميس، الذي استضافه المذيع مارك لوسون، حصلت كالاهان على جائزة بقيمة 3000 جنيه إسترليني وبرميل بيرة منقوشة من صنع عمال المناجم في بريطانيا.
وفي وقت سابق من هذا العام، تعرضت هذه الجوائز لانتقادات، لأن القائمة الطويلة لأفضل رواية لم تتضمن أي كتب لكتاب ملونين. وقالت المحامية وروائية الجريمة هارييت تايس: "بالنظر إلى أن المهرجان اضطر إلى إصدار اعتذار في عام 2021 لفشله بطريقة أو بأخرى في دعوة أي مؤلفة ملونة للمشاركة في أي لجنة، فربما يعتقد المرء أنهم كانوا أكثر وعيًا". لمنظمي الجائزة للتعبير عن مخاوفها، "ليس هناك أي عذر
لذلك".
وقال المتحدث باسم المهرجان في ذلك الوقت، إن المنظمين "يسعون جاهدين لتوفير منصة للكتاب من جميع المجتمعات وتشجيع الناشرين على مراعاة التنوع في جميع تفاعلاتنا، بدءًا من تقديم المؤلفين لبرنامج المهرجان وحتى إدخالهم للحصول على الجوائز".
تم الإعلان أيضًا هذا الأسبوع عن الفائزين بجائزة Val McDermid Debut الافتتاحية، والتي سُميت على اسم الكاتب الاسكتلندي الذي شارك في تأسيس المهرجان في عام 2003. وذهبت الجائزة إلى ماري تيرني عن فيلمها "الحيوانات القاتلة"، الذي يدور حول فتاة تبلغ من العمر 13 عامًا تبحث عن قاتل متسلسل. مُنحت جائزة الإنجاز المتميز لمارتينا كول، المشهورة بكتبها الجريئة التي تركز على النساء حول العالم السفلي في
لندن.
سايمون ثيكستون، رئيس مجلس إدارة ثيكستون قال إن: رواية "في غمضة عين" هي رواية تتخطى الحدود في النوع الإجرائي للشرطة، وتدخل إلى القلب بقالب الفكاهة. وأضاف شارون كانافار، الرئيس التنفيذي لمهرجانات هاروغيت الدولية، في العرض الأول إنها "رواية رائدة حقًا تغير طريقة تفكيرنا في عمل رجال الشرطة إلى الأبد".

عن الغارديان