كَيفَ يبدو حال العُزّاب في العراق؟

منصة 2024/08/06
...

 بغداد: نوارة محمد 


قد تشكّل العزوبة مشكلات عند العُزاب في عراقنا الحبيب، فهذه الفئة من المجتمع تعاني من غياب حقوق عديدة مثلما يعاني مواطنون كُثر، بدءا من القانون الذي يمنع منحهم حق السكن بمفردهم وإعطاءهم بطاقات سكن كأوراق ثبوتية، وصولا في الحصول على الدرجات الوظيفية فهذه الشريحة تأتي بالدرجة الثانية أو الثالثة في سلم الدرجات الوظيفية في القطاع الحكومي، ولا نستغرب إذا ما استبعدت! 

وهذه الشريحة عدا هذا وذاك ممنوعة من الدخول إلى أماكن ترفيهيّة وعامة كثيرة خصوصا الشباب،  وشركات السفر والسياحة الداخلية التي ترفض الشاب الأعزب من دون عائلته تقع في المقدمة. تقول صفا نعمة: إلى جانب الضغط النفسيّ والتطّفل الذي يبديه العالم الفضولي البائس نحن مستبعدون من الحصول على درجات وظيفية! ففارق النقاط بين الأعزب والمتزوج تصل نحو عشرين نقطة في سلم العقود الوظيفية التي أطلقتها الحكومة مؤخرا! وإن تحدثنا عن القطاع الخاص فالحصول على وظيفة محترمة هناك يشبه الحصول على قطعة أرض في الجنة!.  وتعُبر شذى محمد عن استيائها وتقول: كنت بحاجة للترفيه عن نفسي، وقررنا أنا وبعض صديقاتي أن نذهب في رحلة إلى المحافظات الشمالية العراقيّة، فلم تستقبلنا أي شركة سياحية على الرغم من أعمارنا التي لا تقل عن ٢٥ عاما! نحن بحاجة إلى الاخ أو الزوج أو الأب لنكون زبائن مثاليين.

ويرد أحمد كريم: ليست الشركات السياحية، ولا الأماكن الترفيهية فحسب، فهناك عبارة (يمنع دخول الشباب) أو (للعوائل فقط) تكاد أن تصبح علامة الأماكن والمحال التجارية.

علي هاشم يعمل في شركة نقل وتوزيع يقول: مشكلتي كأعزب هي أنني أسكن بمفردي، في منزلي الشّخصي لكن الجهات القانونية ترفض أن تمنحني (بطاقة سكن) تخصني، وبهذا فأنا مُضطر لممارسة الحيل في المعاملات الحكومية للحصول على ورقة بطاقة سكن.

وتضيف هيام ثائر وهي طبيبة أسنان: ربما لأن النساء الكبيرات يجدنني جميلة فيحاولن استيقافي في الأماكن العامة وسؤالي عن أصلي وفصلي، وأين أسكن وهن يعتقدن أن هذه الاساليب لا تزال قائمة في المجتمع، وأنني يمكن أن أقبل الزواج من ابن لا أعرفه ولا صلة لي به لمجرد أنه يكسب بشكل جيد وربما يملك "تكتكا" يدر عليه المال، نعم تمارس النساء الكبيرات علينا قسوة أخرى عدا كل ما يحدث، نحن نواجه مجتمعا يطلق على من تّصل الثلاثين عاما لقب (عانس) وينسى لقب (الدكتورة) الذي أفنيت سنوات حياتي لكسبه، كم اشفق عليهم.

في وقت سابق شاع بأن السعادة ترتبط بالزواج، فمن يريد أن يصبح سعيدا عليه أن يعثر على شريك مثالي، لكن دراسة اميركية اكتشفت مؤخرا أن "الزواج والسعادة" هما أمران غير مترابطين بالضرورة، وأن "رهن السعادة بالزواج هو ليس أمرا أكيدا". 

وكشفت هذه الدراسة التي أجرتها جامعة ميشيغان الأميركية أن الاشخاص الذين لم يتزوجوا أبدا وآخرين تزوجوا منذ فترات طويلة، يعيشون مقداراً مُتساويا من السعادة. وبينت الدراسة أيضا ان مستويات السعادة لدى العزاب مدى الحياة، هي نفسها مستويات السعادة لأولئك الذين دخلوا في علاقة وخرجوا منها، سواء لمرة واحدة أو لعدة مرات. فمتى يعيش عُزابنا في العراق بِسلامٍ! ويتوقفوا عن دفع ضريبة عزوبيتهم!