ترجمة: شيماء ميران
من أروع ما شاهدناه في سلسلة أفلام «المهمة المستحيلة - Mission: Impossibl” هي العدسات اللاصقة الذكيَّة التي تعرض جميع أنواع المعلومات الرائعة في مجال رؤية الشخصيَّة الرئيسة في الفيلم، لكن هذه العدسات ستحتاجُ بالتأكيد الى طاقة لتقديم مميزات الواقع المعزز (AR)، والبطاريات التقليديَّة لن تكون مجدية، ولا يمكن وضع منفذ شحنٍ على العدسات اللاصقة. في الواقع إنَّ أفلاماً مهمة مثل فيلم “المهمة المستحيلة” لبطله توم كروز، لن تشرح كيفيَّة عمل العدسات اللاصقة الذكيَّة المستقبليَّة، لأنَّها مجرد أفلام. ومع هذا، فقد ألهمت أحد الباحثين لاكتشاف طريقة لصنع بطارياتٍ آمنة ورقيقة جداً للعدسات اللاصقة الذكيَّة.
بطارية بسمك شعرة
الحل في استخدام حزمة بطاريات خاصة لا يزيد سمكها على خصلة من الشعر، توضع في العدسة اللاصقة. ويمكن شحن البطاريَّة بنحوٍ لا يصدق بواسطة السكر الموجود في الدموع، وكلما زادت رطوبة العين كان أفضل لعمر البطاريَّة. تُستخدم هذه التقنية ليس فقط في شحن العدسات، بل يمكنها قياس مستوى السكر لدى مرضى السكري أيضاً.
يشير «لي سيوك وو» عالمٌ بجامعة نانيانغ التكنولوجيَّة في تصريحٍ له لشبكة (CNBC) الى أنَّ “مشهداً في الفيلم الرابع من سلسلة (المهمة المستحيلة) جعله يفكر في العدسات اللاصقة الذكيَّة، إذ استخدم العميل عدساتٍ ذات إمكانيات متطورة كالتعرف على الوجه وتتبع العين، ولتنفيذ ذلك فإنَّها ستحتاج الى طاقة”.
أدرك “لي” وزملاؤه أنَّ العدسات الذكيَّة ستحتاجُ الى بطارياتٍ آمنة ومريحة عند ارتدائها. ولأنَّ سمك العدسات اللاصقة 0.5 ملم فيجب أنْ تكون البطاريات أرقَّ من ذلك، لذلك ابتكر “لي” حزمة حجمها 0.2 ملم، أي ما يقارب ضعف سمك شعرة الإنسان.
جهاز اختراق غير مكلف
ثم ابتكر الباحثون طريقة لشحن العدسات بطريقة آمنة، وبحثوا عن محلولٍ ملحي متوافقٍ حيوياً بديلٍ لبطاريَّة أيون الليثيوم المستخدمة في جميع الأجهزة مثل الهواتف الذكيَّة.يمكن إعادة شحن البطاريَّة بطريقة سلكيَّة عاديَّة أو كيميائيَّة، وتكون الأخيرة ناتجة من تفاعلٍ كيميائي بين الغلوكوز الذي يكسو البطاريَّة وايونات الصوديوم والكلوريد في المحلول المحلي، وعند شحنها لمدة ثماني ساعات يمنح العدسة شحناً بنسبة ثمانين بالمئة، ما يجعلها جيدة لعدة ساعات من الاستخدام.
لكنْ، هناك طريقة أخرى لشحنها، من خلال دموع الإنسان لإحتوائها على الغلوكوز. فقد اكتشف الباحثون إمكانية إعادة شحن بطاريَّة العدسة من الدموع أثناء ارتدائها. وكلما زادت نسبة الدموع أكثر، زاد عمر
البطاريَّة.
قياس مستوى الغلوكوز
بالفعل، أنتج الباحثون أنموذجاً أولياً يمكن شحنه بكلتا الطريقتين، لكنْ هناك ثمة مشكلة واجهتهم، إذ يمكن للبطاريَّة أنْ تُنتج جهداً يتراوح بين 0.3- 0.6 فولت، وهذا ليس كافياً لتشغيل تخزين البيانات أو الاتصال بالانترنت، وهذان الأمران مهمَّان للحصول على أي وظيفة للواقع المعزز لمنتج مثل العدسات الذكيَّة.
وبينما يعمل الباحثون على تحسين مواصفات البطاريَّة حددوا استخداماً محتملاً آخر للبطاريَّة، إذ يبحث «لي» وزملاؤه في قياس مستوى الغلوكوز لدى مرضى السكري من خلال قراءة مستوى السكر في الدموع.
يمكن لهذا الابتكار أنْ يكون جهاز اختراق يعمل على مراقبة مستوى السكر بطريقة غير جراحيَّة. وليس من الواضح معرفة متى سيكون المنتج جاهزاً للاستخدام التجاري، لأنَّ الباحثين يريدون جعل تقنية البطاريَّة ميسورة التكلفة قبل طرحها، وأكد «لي» لشبكة (CNBC) أنَّ كل بطاريَّة لن تُكلّف سوى بضع دولارات فقط.
عن Dnyuz