يوسف نمير
انخفضت الأسهم في وول ستريت ولندن بشكل كبير وسط هزيمة سوق الأسهم العالمية الناجمة عن مخاوف من الركود في الولايات المتحدة. انخفض مؤشر ناسداك الذي يركز على التكنولوجيا بنسبة 6 % مع افتتاح التداول في نيويورك، في حين انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا بنسبة 4.2 % في موجة بيع ناجمة عن بيانات الوظائف الأمريكية الضعيفة. خسر متوسط داو جونز الصناعي أكثر من 1100 نقطة، بانخفاض 2.8 %.
سجل مؤشر نيكاي 225 القياسي للأسهم اليابانية أكبر انخفاض له منذ ما يقرب من أربعة عقود. فقد انخفض بنسبة 12 %، وهو أكبر انخفاض في يوم واحد منذ انهيار الاثنين الأسود عام 1987. وانخفضت مؤشرات الأسهم الأخرى في جميع أنحاء العالم مع قيام المستثمرين بالتخلص من الأصول الأكثر خطورة. وانخفض مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 9 %، وانخفض مؤشر داكس الألماني بنسبة 2 %، كما انخفضت مؤشرات الأسهم في أستراليا وهونج كونج والصين بشكل كبير.
اختتم مؤشر FTSE 100 في لندن اليوم بانخفاض 166.5 نقطة عند 8008، وهو أدنى إغلاق له منذ أبريل، وانخفض بأكثر من 2 % على مدار اليوم.
يشعر المستثمرون بالقلق من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي ربما ترك الأمر متأخرًا جدًا لمحاولة دعم أكبر اقتصاد في العالم، مع مخاوف من التأثير المتتالي للركود الأمريكي الذي يهز الاقتصادات في جميع أنحاء العالم.
وهذا التباطؤ مصمم إلى حد كبير، حيث قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي إخماد التضخم، من خلال الحفاظ على أسعار الفائدة ثابتة قبل تخفيف القيود.
لكن بعض المحللين يعتقدون أن بنك الاحتياطي الفيدرالي انتظر طويلا، مما يزيد من خطر الهبوط الحاد للاقتصاد، أو حتى الركود.
وأظهر تقرير اقتصادي، بأن الاقتصاد الأمريكي أضاف 114 ألف وظيفة فقط في شهر يوليو، وهو أقل بكثير من يونيو وأقل بكثير من المتوقع، في حين ارتفع معدل البطالة إلى أعلى مستوى منذ أكتوبر 2021. كما أضافت بيانات المصانع الضعيفة إلى المخاوف بشأن الركود قبل أقل من 100 يوم من الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ومع ذلك، اشترى المستثمرون الأصول التي يُنظر إليها على أنها أكثر أمانًا. وانخفض العائد على سندات الولايات المتحدة لأجل 10 سنوات بمقدار 10 نقاط أساس إلى 3.68 %، وهو أدنى مستوى منذ يونيو 2023، مع ارتفاع أسعار السندات الحكومية في جميع أنحاء العالم.
وكان من بين أكبر الخاسرين شركات التكنولوجيا التي كانت مدعومة في الأشهر الأخيرة بالضجة حول الذكاء الاصطناعي. بدأ المستثمرون يتساءلون عما إذا كان الارتفاع يمكن أن يستمر حتى قبل البيانات الاقتصادية السيئة.
كانت المخاوف بشأن ما إذا كانت زيادة الاهتمام والاستثمار في الذكاء الاصطناعي، ستؤدي إلى نمو الإيرادات لشركات التكنولوجيا الكبرى والشركات الناشئة تزعج المستثمرين.
وارتفع الين بشكل حاد بنسبة 2.6 % مقابل الدولار الأميركي مع رد فعل المستثمرين على احتمال ارتفاع أسعار الفائدة في اليابان وانخفاضها في مختلف أنحاء المحيط الهادئ. وانخفض الدولار بنسبة 0.8 % مقابل سلة من العملات المرجحة بالتجارة.
وقد ساعد انخفاض قيمة الين في تضخيم أرباح المصدرين اليابانيين، ولكن العملة تعززت بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي. وإضافة إلى الضغوط، بدأ المستثمرون الأجانب في بيع مراكزهم في الأسهم اليابانية.
كما هبطت عملة البيتكوين بنسبة 16 % مع تخلي المتداولين عن العملة المشفرة، التي يُنظر إليها غالبًا على أنها أصل مضاربي تعززه أسعار الفائدة المنخفضة.