إبقاء المرضى مستيقظين خلال عمليات زرع الكلى

علوم وتكنلوجيا 2024/08/12
...

 واشنطن: أ ف ب


 شاهد هاري ستاكهاوس البالغ 74 سنة الأطباء وهم يزرعون كلية جديدة له.. في تجربة غير مؤلمة أتاحت له التحدث مع الجراحين ورؤية العضو الجديد ومراقبة الفريق الطبي وهو يخيّط جرحه.

وقد أجريت العملية الجراحية لستاكهاوس في 15 تموز في منطقة شيكاغو، داخل مؤسسة نورث وسترن ميديسن الأميركية، التي تسعى إلى تعميم عمليات الزرع هذه التي تتم من دون تخدير عام.

واستغرقت العملية ما يزيد قليلاً عن ساعة، وكانت ثاني تدخّل جراحي من هذا النوع يُجريه ساتيش ناديغ، مدير مركز «كومبريهنسيف ترانسبلنت سنتر» الذي يتّخذ من شيكاغو مقراً. وأجرى الجرّاح مُذّاك عملية ثالثة من هذا النوع.

وقال ناديغ: «نجد أنفسنا اليوم عند منعطف بالنسبة إلى زراعة الأعضاء».وعلى الرغم من أن آداب مهنة الطب تطرقت منذ عقود وفي بلدان مختلفة إلى إجراء عدد قليل من عمليات زرع الكلى على مرضى مستيقظين باستخدام التقنية المستخدمة نفسها في عملية الولادة القيصرية، إلا أن هذه الممارسة لم يتم اعتمادها بشكل تام على الإطلاق.ويقول ناديغ «لقد حان الوقت لإعادة النظر في النماذج التي تمسّكنا بها تاريخياً». 

وتصادف هذه السنة الذكرى السبعين لأول عملية زرع ناجحة لكلية بشرية من متبرع حيّ.ويتطلب التخدير العام عموماً إدخال أنابيب للمريض، ما قد يؤدي إلى ضرر في أحباله الصوتية والتأثير سلباً على حركة أمعائه والتسبب بتشويش دائم في دماغه، خصوصاً عند المرضى الأكبر سناً. 

وبسبب التخدير العام، قد يواجه بعض الأشخاص مضاعفات قلبية أو رئوية خطرة ولكنّها نادرة الحدوث.يعزو ساتيش ناديغ هذا النجاح إلى التقدّم العلمي مثل القدرة على التخدير في أماكن معيّنة كالبطن أو العمود الفقري.وأسهم تجنّب المواد الأفيونية وتشجيع المرضى على تناول الطعام بسرعة بعد الجراحة، في خفض متوسط فترة إقامة المريض في المستشفى.

ويشيد كريستوفر سونينداي، مدير مركز زراعة الأعضاء في جامعة ميشيغن الطبية، بــ»الابتكار الكبير» الذي حققه فريق نورث وسترن ميديسن. 

ويضيف «لقد ثبت أن خفض اللجوء إلى التخدير العام يسرّع من عملية شفاء المرضى في مختلف الجراحات».

لكن الممارسة هي التي ستحدد إلى أي مدى يمكن تعميم هذا الإجراء في مجال زرع الكلى واقتراحه للمرضى الذين يعانون من بدانة أو أمراض في القلب وهم أكثر عرضة لخطر المضاعفات المرتبطة بالتخدير العام.