نهضة علي
تصوير: الصباح
نظمت المديرية العامة لمكافحة الإرهاب الفكري في كركوك مهرجاناً ثقافياً بعنوان "ثورة الحسين (عليه السلام) عِبرة وعبرة"، بالتعاون مع مفوضية حقوق الإنسان مكتب كركوك في قاعة المفوضية، وبحضور جمهور كركوكلي، استعرضت فيه عبر الكلمات والخطب، وما تحمله ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) من أهداف وأبعاد ذات رقي وسمو جعلها تخلد على مدى حقب التاريخ الماضي، وفي الحاضر وتستمر إلى المستقبل البعيد، واحترام الإسلام والبيت النبوي لحقوق النساء وآرائهن في صناعة القرار، ومشاطرة الرجل في إعداد الجيل وسفر التاريخ .
مبادئ الثورة
مدير المديرية العامة لمكافحة الإرهاب الفكري في كركوك غسان النعيمي، أكد لـ (الصباح)، أن "ثورة الإمام الحسين (ع) في 10 محرم سنة 61 للهجرة/680م تمثل واحدة من أهم الثورات التي شهدها التاريخ الإسلامي، لا بل التاريخ العالمي بشكل عام، لما تضمنته من مبادئ وأهداف إنسانية سامية، ولما تمخض عنها من نتائج مهمة ذات تأثير بعيد المدى في حياة الإنسانية جمعاء، ولم تكن ثورة سياسية فحسب قامت من أجل الوصول إلى السلطة أو الحكم، كما يحاول أن يصورها بعض المغرضين المعادين لنهج بيت النبوة، وإنما هي ثورة قامت من أجل قضية أعمق هدفها إحقاق الحق، ومقاومة الظلم والباطل، وقد شكلت تحدياً بارزاً للاستبداد والطغيان الذي كان يمثله حكام تلك الحقبة، وتمكنت من نزع القناع الديني الذي حاول هؤلاء الحكام التستر خلفه من أجل شرعنة حكمهم وتسلطهم على رقاب الناس، وكشفت زيف ادعاءاتهم والموالين لهم، ونزعت مبرراتهم المزعومة سواء كانت دينية أم غير دينية". مشيراً إلى أن "الثورة اسقطت فلسفة قطاع عريض من وعاظ السلاطين وفقهاء السلطة، لتصبح الثورة الحسينية نبراساً للثورات، وزرع بذور الحركات الثورية المناهضة للباطل والظلم والطغيان، والمطالبة بالعدل والكرامة في مواجهة الحكام المستبدين على مر التاريخ الإسلامي".
المرأة والثورة الحسينيَّة
وأضاف النعيمي أن "الدور الذي لعبته المرأة في ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) الإصلاحية في كربلاء وما بعدها، يرسم لنا صورة لواقع الإسلام المحمدي الأصيل، ويكشف لنا الشخصية الحقيقية للمرأة مقابل التزوير وفضح شخصية الحكام المسؤولين عن ظلم أهل بيت الإمام الحسين (عليهم السلام)، فقد كشف في ثورته القناع عن قبح الأفعال، ويظهر هذا الدور جليا ًعندما اصطحب الإمام الحسين (ع) النساء إلى كربلاء، إذ يكشف لنا حقيقة من حقائق النسوة في هذه البقعة المباركة، وأن دورهن كان لا يمثل دوراً قتالياً بمعنى خوض المعارك العسكرية في المواجهة الأمامية في ساحة الوغى، بل حملن الرسالة بآفاقها وأهدافها ومنهجها، وحافظن على عفتهن وسترهن ومبادئهن وصبرهن وتضحيتهن، والحفاظ على هدوء أسرهن في أجواء المعركة القاسية، وشجاعتهن ليكن دورهن شاهداً حقيقياً، يرسم تلك المعالم من حكمة حمل الإمام الحسين (عليه السلام) وحرمه من معه".
حقوق
مديرة قسم التمكين في محافظة كركوك بينت لـ (الصباح)، أن "المرأة في ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، شريك أساسي في الحفاظ على إنجازاتها، والحضور النسوي في كربلاء ومعايشة المقاتلين وأجواء الطفوف أولاً بأول، ومساندة المقاتلين لم تكن ناشئة من الصدفة أو أمراً طارئاً، بل ضمن التخطيط الستراتيجي الذي اتخذه الإمام الحسين (ع)، ليبين للعالم أجمع أن المرأة منذ العصر الإسلامي لها دورها واحترام رأيها، وحقوقها ومشاركتها في صناعة القرار والدفاع عنه".
بينما أكدت مديرة مكتب مفوضية حقوق الإنسان في كركوك ضمياء محمد، أن "الإسلام راعى حقوق المرأة منذ ظهورها وفقاً لما جاء في كتاب الله الكريم، وتشكل النصف المكمل لدور الرجل في المجتمع، ولم تعامل المرأة كما في الجاهلية".