المجالس الحسينيَّة.. مدارسُ حكمة تهذب سلوكيات الشباب

ولد وبنت 2024/08/19
...

 صباح الخزعلي


مصطفى جهاد كريم يقول :تعلمت الكثير من حضوري لمجالس الإمام الحسين (عليه السلام) بما يخص التأسي بمصيبة آل البيت الكرام والظلم الذي وقع عليهم من أراذل القوم بالقتل والتشهير وسبي النساء الطاهرات، وكذلك هناك محاضرات مهمة تم التركيز والتذكير فيها على بعض المواعظ والحكم، وهي مجالس مباركة وفيها فوائد عديدة ولها أثرٌ إيجابي في كل من يستمع لها.

بينما أشار أحمد علاء إلى أن قضية الإمام الحسين (عليه السلام) كبيرة بقدر عمر هذه الثورة التي كأنها انتهت قبل أيام، لما فيها من العبر والدروس والدلالات ومنذ أن وعينا على الحياة، وفي أيام محرم الحرام، فإننا نتوجه إلى المجالس والمواكب الحسينية بصحبة والدنا وجدنا رحمه الله، لنتعلم خدمة الناس في تقديم الطعام والشراب، وبذل الغالي الذي يرخص في سبيل ذلك، ونحرص أن نتوجه لزيارة قبلة الأحرار كربلاء المقدسة في يوم العاشر من محرم، سيراً على الأقدام في زيارة الأربعين.

 وبيّن مقتدى صادق عبدالواحد: أصبحت زيارة الإمام الحسين في عاشوراء والأربعين وفي كل يوم خميس عادة لنا للتبرك بسيد شباب أهل الجنة الذي بذل نفسه وعياله وأهل بيته وأصحابه في سبيل إعلاء كلمة الحق ومحاربة الكفر والظالمين، وليثبت لنا أنه لم يأت أشراً ولا بطراً إنما جاء من أجل إتمام الإصلاح في أمة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وتمثل زيارة الأربعين استنفاراً عاماً من قبل الجميع، وقد قيل إن من علامات المؤمن زيارة الأربعين التي لن يمنعنا عنها إلا الموت، وتعقد العديد من المجالس في منطقتنا، تتحدث عن مآثر  ومظلومية الإمام الحسين (عليه السلام )، وتقدم فيها النصائح والمواعظ ومن أفواه الخطباء الحسينيين الذين تجد المجالس عامرة بأصواتهم، وهي تحث الشباب على العمل الصالح والابتعاد عن النفاق ومجالس الفسوق والعصيان والرذيلة وتناول المنكرات، وكذلك تنصح على إبداء المساعدة لمن يحتاجها والتصدق على الفقراء وصلة الأرحام، مضيفاً: كنت أقوم بأفعال شعرت بأنها غير صحيحة ولله الحمد تركتها بفضل المجالس الحسينية التي تتناول كل شيء، يقربك إلى الله سبحانه وتعالى.

 الخطيب الحسيني السيد محمد كاظم الحسيني يؤكد: نحرص على إلقاء المحاضرات الدينية بالمجالس الحسينية التي تتم القراءة والإعداد لها مسبقاً، فبعد تناول القراءة كمقدمة لمصيبة الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته الكرام في واقعة طف كربلاء الأليمة  نتناول مواضيع تصب في خدمة المجتمع وطليعته من الشباب الذين يتقبلون النصيحة لتعود عليهم وعلى أسرهم  بالفائدة، وهي مواضيع اجتماعية كثيرة حيث نتحدث عن العلاقة مع الجار وعدم إيذائه وعن احترام الكبير والابتعاد عن مجالس الغيبة والنميمة والفحشاء والمحرمات وطعن أعراض المسلمين وعدم الكذب والتحلي بالأخلاق الدينية الحميدة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقول كلمة الحق ولو على نفسك التي ضحى سيدنا أبو عبد الله بروحه وأهل بيته وأصحابه من أجلها، ونتناول في خطب وبأكثر من مكان مواضيع عن صلة الرحم والنظافة العامة وعيادة المرضى وكف الأذى عن الطريق وغيرها من الإرشادات والنصائح التي لا بد أن يقف عندها الجميع نساءً ورجالاً شباباً وأطفالاً وكباراً.