كيف نستثمر الزيارة الحسينية

فلكلور 2024/08/20
...

 محمد صادق جراد 


أربعينية الإمام الحسين هي تظاهرة دينية وسياسية واجتماعية كبيرة تجمع الملايين تحت شعارات ومفاهيم الثورة الحسينية التي ينهل منها الفرد المسلم كل معاني التضحية والشجاعة والكرامة والوقوف بوجه الظالم ومحاربة الفاسدين . ولهذا نجد أن الزحف المليوني يزداد كل عام صوب مدينة كربلاء التي أصبحت نبراساً للثائرين والمطالبين بالعدالة والاجتماعية المفقودة .

السؤال الذي نريد أن نطرحه هنا هو . كيف نستثمر هذا التفاعل الكبير من قبل الناس مع هذه الحدث التاريخي العظيم باتجاه تعميق الحالات الإيجابية ومعالجة المشكلات المجتمعية في ظل التعاطف الشعبي الكبير مع القضية الحسينية والمفاهيم والمبادئ العظيمة التي حملتها للبشرية حيث أن النفوس تكون مهيأة في هذه الأيام لاستقبال التوجيه وتصحيح المسار من أجل إصلاح الإنسان والمجتمع ومن خلال استلهام الدروس والعبر من التضحيات التي قدمها الإمام الحسين عليه السلام.

ولابد من الإشارة هنا إلى أن الزحف المليوني في أربعينية الإمام الحسين يضم جماهير غفيرة من مختلف فئات المجتمع وشرائحه وأعماره المختلفة جاءت بعفوية وبدون تعبئة سياسية أو إعلامية أو حوافز ومغريات دنيوية هذا من جهة ومن جهة أخرى نجد نماذج فريدة من نوعها في البذل والعطاء وسخاء الناس من الفقراء والأغنياء على حد سواء في تقديم الخدمة والطعام على مدار أيام طويلة مايجعلنا أمام فرصة هائلة لتنمية المجتمعات والأفراد المشاركين في هذه المناسبة وضرورة البحث عن خطط توعوية وتثقيفية لهذه الجماهير الغفيرة التي تظهر تعاطفها مع المناسبة وتبدي استعدادها للتغيير والتضحية في سبيل تحقيق العدالة التي ضحى من أجلها الحسين عليه السلام الذي أصبح قدوة لهذه الجموع . 

ما نريد أن نقوله من خلال هذا المقال بأن إحياء أربعينية الإمام الحسين ثورة وثروة عظيمة يمكن للقائمين على المناسبة استثمارها بالشكل الأمثل من خلال حملات التوعية وعقد الندوات والمعارض الفنية والمؤتمرات لتوعية الناس بأهم أهداف ثورة الحسين (ع) والقيام بمبادرات وحملات لمساعدة الشريحة الفقيرة والدعوة لكي يعيد الفرد المسلم قراءة التاريخ بصورة صحيحة ليقتدي بالإمام الحسين في رفض الظلم ومحاربة الفاسدين والتضحية بكل شيء من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية .