خالد جاسم
بالقدر الكبير من الفرح والفخر والاعتزاز الذي عشناه جميعا منذ لحظة فوز بطلنا الواعد عمار يسر بالمركز السادس في فعالية رفع الأثقال، في منافسات دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة في فرنسا، محققا أرقاما قياسية جديدة في الحدث العالمي الكبير، يبقى حديثا ذا شجون مع أننا انتظرنا انتهاء الدورة الأولمبية هذه ليكون هناك نوع من التقييم الشامل والأكثر موضوعية لمجمل المشاركة العراقية المتواضعة في الحدث الكبير, كما لا نريد استباق الأحداث ونحن لا نزال في لجة التمني والتطلع إلى الدورة الأولمبية المقبلة في لوس أنجلوس 2028 من أجل تعبيد الطريق الصحيح أمام الرياضيين العراقيين، وليس مجرد الاكتفاء بما ينتظر البطل عمار يسر الذي يمكن القول إنه بمثابة مشروع بطل أولمبي واعد لو تمت رعايته والسهر على إعداده وتحضيره بطريقة علمية وبعيدة المدى وليس مجرد الاكتفاء بما حققه حتى الآن، وهو امتداد متألق وجميل لما سبق أن حققه عمار في منافسات آسيا وبطولتي العرب وغرب آسيا , لكن مثل هذا المشروع الأولمبي الواعد كما سبق القول يحتاج إلى الكثير ولا يتمنى أحد أن ينتهي قريبا – لا سمح الله - كما جرى قبل سنوات قليلة مع بطل عراقي في رفع الأثقال عولنا عليه الكثير قبل أن تنهيه الإصابة، هو الرباع كرار محمد جواد، وكذلك الرباع صفاء راشد , وعندما أتحدث عما تحقق للرباع البطل عمار يسر يجرني الحديث إلى بعض انثيالات مشاركتنا في الأولمبياد, وهنا أتذكر جوانب من برنامج عمل اللجنة الأولمبية العراقية التي سعت جاهدة طوال الأعوام الفائتة إلى تطبيق معظم مفردات بناء البطل الأولمبي، لكنها اصطدمت، كما هو متوقع، بالعديد من العقبات والموانع التي برغم واقعيتها لكنها أشرت في الوقت نفسه ضعفا في التعاطي الحاسم والجاد مع بعض القضايا الحيوية المتعلقة بأداء الاتحادات الرياضية المركزية، وتحديدا في ما يتعلق بتطوير رياضات الإنجاز العالي والمشاركات الخارجية .
والكلام في هذا الخصوص مثير للألم الممتزج بالحرص، عبر تأشير بعض الحقائق المتعلقة بتقصير إداء بعض اتحاداتنا في واجباتها الأهم التي ترتكز على تطوير رياضات الإنجاز، وتحقيق الطفرات النوعية في الأداء الفني، بعد أن توفرت لتلك الاتحادات سقوف مالية عالية تستطيع من خلالها توفير كل مقومات تطوير أداء رياضييها وبناء المنتخبات وفق منهجية علمية، تدخل ضمنها الاستعانة بالكفاءات التدريبية الأجنبية، برغم أن المحصلة العامة لأداء هذه الاتحادات لم تنسجم مع ما توفر لها من دعم مالي كبير مرتكز في الأساس على رعاية الدولة ودعم الحكومة، كما أن اللجنة الأولمبية لن تقصر في توفير كل النواحي اللوجستية التي تساعد الاتحادات .
إذن، فالحقيقة واضحة وصريحة، وما حدث من خيبة أمل مريرة بلغت حد اللوعة في مجمل نتائجنا في الأولمبياد تتناقض مع كثير من صور الدعم والرعاية مع حسن الإعداد، وتفصح عن حقائق أكثر قسوة وألما برغم التبريرات التي قدمها المسؤولون عن هذه الاتحادات، وهي مهما تمتعت به من منطقية وموضوعية لكنها لا تسوق لنا حجة دامغة تفسر ما حدث من إخفاق صريح .