بغداد: قاسم موزان
تصوير: علي قاسم
يتوسد أرصفة شوارع وأزقة في العاصمة بغداد عدد من المشردين من فئات عمرية مختلفة، تكسوهم ملابس رثة وتظهر على وجوههم ملامح الحزن والفقر، وعلى الرغم من الحملات التي تقوم بها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وبالتعاون مع الجهات الأمنية لاحتوائهم أو شمولهم بالإعانات الاجتماعية أو إيجاد معالجات قانونية لهم، إلا انها سجلت تزايداً في الآونة الأخيرة لأسباب عدة أبرزها التفكك الأسري، والبطالة وغيرها، ما يتطلب المزيد من الاهتمام لمعالجة هذه الظاهرة.
وفي هذا الشأن، قال الباحث الاجتماعي جليل ولي الخفاجي لـ”الباب المفتوح”: “ظاهرة التشرد التي تخص فئة كبار السن، لها مسببات تقف في مقدمتها عقوق الأبناء، والفقر، والبطالة، إضافة إلى استغلالهم من ضعاف النفوس”.
وأضاف الخفاجي: “يكمن علاج هذه الظاهرة بتوسعة دور المسنين، أو شمولهم بالرعاية الاجتماعية، وفرض قوانين صارمة لعدم تواجدهم في الشوارع وتوعية المواطنين للإبلاغ عن هذه الحالة إن وجدت في مناطقهم، إضافة إلى دعم منظمات المجتمع المدني للمشاركة في الحد من هذه الظاهرة وفسح المجال أمامهم، لفتح دور إيوائية لهذه الشريحة في المجتمع”.
من جانبه، قال المواطن كامل علي: أن “مشاهد افتراش بعض الأرصفة من قبل مشردين مؤسفة وتضع الجميع أمام مسؤولية أخلاقية لانتشال المشردين من واقعهم الصعب، وكلمات التعاطف الشكلي لا تكفي، لذا من واجب جميع المواطنين مساعدة الجهات المعنية في الإبلاغ عن هذه الحالات لإيوائهم في الدور المخصصة على وفق الفئات العمرية”.
أما كريم سالم وهو موظف، فأشار إلى ضرورة التعاون مع حملات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، في دعم هذه الفئة من المجتمع، مبينًا أن من الحلول المهمة الواجب اتباعها، الإفادة من إمكانات وطاقات صغار السن من المشردين وتدريبهم وتأهيلهم لدمجهم في سوق العمل، ليكونوا أفرادا فاعلين في المجتمع.
من جهة أخرى، رأى المتقاعد مهدي حسين، أن هذه الظاهرة في تزايد، لا سيما في الآونة الأخيرة، وهذا ما نراه في شوارع عدة، وعادة ما يكونون من جنسيات مختلفة، وليست عراقية فقط، فيمتهن بعضهم التسول التي قد تكون وسيلة جديدة للكسب السهل، وتقف وراءها جهات، مسببة إساءة مجتمعية خطيرة، ومظهراً غير حضاري للعاصمة بغداد.