أين تذهب أطنان الطعام المهدور؟

منصة 2024/08/29
...

 بغداد: نوارة محمد

الإسراف في الطعام ظاهرة يعيشها العالم برمته، لكن حِدة هذه السلوكيات تزداد يوما بعد يوم في العراق، وهي ترتبط  بالوجاهة الاجتماعية، وحبا بالمظاهر والاعتبارات التفخيمية، ولربما اشباعا للجوع النفسي الذي يعانيه كثيرون. والمفارقة أن هذه الظواهر تنتعش وتصل أعلى مستوياتها في مناسبات الافراح والعزاءات
ويرى الباحث الاجتماعي الدكتور خالد حنتوش أن الأمر يرتبط بالتغيير بارتفاع المستوى المعيشي للعراقيين ما بعد 2003 .
أسامة عماد يعزو الأمر إلى طبيعة الفرد العراقي والشخصيّة العراقيّة التي تتسم بالبداوة بالإضافة إلى التقاليد الاجتماعية والارتباط بالموروث الشعبي والسلوك المجتمعي، بحسب تعبيره.
ويعتقد أن حالة الترف التي يعيشها العراقيون في سنواتهم الأخيرة أدت إلى ظهور طبقة تحاول أن تعوض لحرمان طويل وجوع دام سنوات، وأصحاب هذه الطبقة التي تنعم بالغنى السريع لا يرتادون سوى المطاعم لو حاولوا أن يرفهوا عن أنفسهم وهم لا يعبرون عن ترحبيهم المفرط إلا بوجود ما لّذ وطاب من المأكولات والحلوى، الأمر كله يتعلق بالجوع الذي عاشه العراقيون وشّعروا به ولا يكادوا أن يتخلصوا
منه.