جملة قالها لزوجته فشنقت نفسها

منصة 2024/08/29
...

الأخ الفاضل الدكتور قاسم
وقعت قبل أيامٍ حادثة في مدينة أربيل لأسرة عربيَّة، أنَّ الزوج قال لزوجته وهو متوجهٌ صباحاً الى مكان عمله (ساعة السودة الشفتك بيها). وفي ظهر اليوم ذاته وهو في مكتبه، وصلته عبر (الواتس آب) رسالة من زوجته فيها صورة لها وحبلٌ مربوطٌ بسقف الغرفة وقد وضعته في رقبتها وهي واقفة على حافة (الجربايه) في مشهدٍ من هو قادم على الانتحار. وفي الحال اتصل الزوج بأمه طالباً منها الوصول إليها بسرعة، وحين وصلت الأم وجدته
 منتحرة.
أرجو تفسيرك لهذه الحالة، علماً أنَّ الزوج بعمر 34 سنة والزوجة بعمر 20 سنة ومضى على زواجهما سنة ونصف.
الإعلامي (ياء سين)
 الأخ الكريم
إليكَ ما طلبت عبر جريدة الصباح.
 بدءاً لنوضح نقطتين:
الأولى: إنَّ الرجال يرتكبون فعل الانتحار، بينما النساء أكثر إقداماً على المحاولة؛ بدليل أنَّ نسبة الانتحار عند الرجال ثلاثة الى أربعة أضعاف عددها عند النساء.
والثانية: إنَّ أساليب الانتحار تختلفُ باختلاف الجنسين، فهي عند الرجال غالباً ما تكون بطلقة مسدس في الرأس أو الإعدام بمشنقة وحبل، بينما هي عند النساء غالباً ما تكون بتناول جرعاتٍ قاتلة من الأدوية مثل حبوب الباندول تؤدي الى تسمم الكبد وأخرى تؤدي الى الجلطة.
والسبب الرئيس في كل حالات الانتحار هو وصول الفرد الى حالة يأسٍ مطلقٍ، تؤدي به الى قناعة بأنَّ حياته ما عاد لها هدفٌ ولا معنى.
نأتي الآن الى الزوجة.
* في تقديري إنَّ الزوجة ما كانت قد قررت أنَّها ستنتحر فعلاً بشنق نفسها، بل إنَّها كانت رسالة تحذيرٍ للزوج، بدليل أنَّها صورت المشنقة وأرسلتها له، وأنَّ الذي جرى أنَّها أثناء تصوير نفسها بالموبايل وقد وضعت الحبل في رقبتها، حدث بتلك اللحظة أنْ انزلقت رجلها من (الجرباية) وصار ثقل وزنها أقوى من قدرة يديها على تخليص رقبتها من الحبل، فانتهت بأقل من دقيقتين.
ونأتي للزوج.
* سيعاني الزوج من حالتين: الأولى نفسيَّة، تتمثل بالشعور بالذنب ودخوله حالة اكتئاب وعزلة وأحلام وكوابيس، سيعاقبه ضميره الأخلاقي والديني من خلالها ويدفعه الى قتل نفسه، ولهذا ينبغي أنْ يراجعَ طبيباً نفسياً، وأنْ يكون تحت مراقبة غير مباشرة من أسرته.
والثانية: شخصيَّة تتعلق بالزواج، فهو سيواجه صعوبة في إيجاد امرأة تقبل به إذا عرفت أنَّه كان السبب في انتحار زوجته، إلا إذا حسبتها إحداهن أنَّ هذا الرجل سيخاف أنْ تتكرر الحالة فيكون سهلاً، ويغريها الحال بأنَّه سيكون خاتماً باصبعها. والمشكله هنا أنَّه إذا صار (خاتماً باصبعها) فإنها ستتنمر عليه فيشعر بالذل والمهانة من امرأة! قد تضطره الى الطلاق. ولهذا فإنَّ الزوج هو الآن بحاجة الى إعادة تأهيل نفسي، وأنْ تأخذوا نصيحتنا بمراجعة طبيبٍ نفسي، مأخذ الجد.
وللشباب المتزوجين والذين سيتزوجون، أنْ التقطوا العبرة من هذه الحادثة الواقعيَّة، وعليكم أنْ تأخذوا بما يأمر به الدين، عاملوهنّ بمعروفٍ أو سرحوهنَّ بإحسان، إنْ وجدتم أنّض الحياة الزوجيَّة لا تطاق، وألا تتزوجوا قاصراً، أعني دون 18 سنة فتتعبون أنفسكم وتتعبونها أو تضطرونها الى أنْ تهرب أو تعدم نفسها بحبل مشنقة.